تونس-افريكان مانجر
لاحظ “أفريكان مانجر” أن وزارة الشؤون الاجتماعية أرادت فرض شروطها على وكالة الأنباء الرسمية “وات” بشأن احصائيات نشرتها حول ارتفاع الاضرابات في تونس وما سبب لها (الوزارة) انتقادات من الاتحاد العام التونسي للشغل.
وأكد اليوم الاثنين 25 نوفمبر 2013 مصدر مسؤول بوزارة الشؤون الاجتماعية لـ”افريكان مانجر” أنّ وكالة تونس إفريقيا للأنباء وضعت الوزارة في حرج بعد أن قدمت قراءة خاطئة للأرقام و المؤشرات الإحصائية المتعلقة بنسب الإضرابات.
ولم ينفي المسؤول الأرقام التي نشرتها الوكالة الرسمية إلا أنه رفض في المقابل الزاوية الخبرية التي اختارتها الوكالة وما اعتبره تهويلا للأمور.
وكانت الوزارة أعلنت أمس عن ارتفاع نسبة الإضرابات في البلاد لتصل إلى نسبة 71 في المائة، خلال شهر اكتوبر الماضي مقارنة مع شهر سبتمبر من العام ذاته.
ونقل تقرير نشر على وكالة الأنباء التونسية الرسمية ما جاء في بيان صادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية بالبلاد، والذي أشار إلى أن هذه النسبة مع ارتفاعها الا أنها تبقى أقل بنسبة 18 في المائة عن نسبة الإضرابات التي شهدتها تونس في شهر اكتوبر من العام 2012.
واوضح التقرير إلى أن 93 في المائة من الإضرابات التي تم تنفيذها بالبلاد كانت صادرة عن الاتحاد التونسي للشغل في الوقت الذي بلغت نسبة مساهمة اتحاد عمال تونس بهذه الاضرابات سبعة في المائة فقط.
وهي أرقام لم ينفيها المسؤول من الوزارة إلا أنه رأى أن الوكالة تدخلت بقراءتها الخاطئة للأرقام وفق تعبيره وما تسبب في إحداث جدل كبير حتى أنّ إتحاد الشغل رأى في ذلك استهدافا للمنظمة النقابية، وفق تعبيره فيما لم يتمكن “أفريكان مانجر” من الحصول على الفور على مسؤول من الوكالة الرسمية للأنباء للتعليق على هذا التصريح.
تحذير
ويرى مراقبون من الاعلام أن الوكالة اختارت بحرية الزاوية الخبرية لتقريرها من دون ارتكاب أخطاء في قراءتها لهذه الأرقام بخلاف ما تدعيه الوزارة، كما حذروا من تداعيات مثل هذا التدخل في طريقة العمل الصحافي الذي لا يتطلب في حقيقة الأمر ردا أو تصويبا من الجهة المعنية لانعدام الخطأ.
وقد أكد محدثنا من الوزارة أنّ عدد الإضرابات خلال شهر أكتوبر من سنة 2013 سجلت انخفاضا ب 18% مقارنة بسنة 2012، تماما مثلما ذكرته وكالة “وات” إلا أنه كان يفضل أن يكون هذا التراجع السنوي هو زاوية الخبر وليس الارتفاع الشهري!
ويرى مصدرنا أنّ قراءة الأرقام الإحصائية لا تقارن بالشهر الواحد بل تتم المقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية مشيرا إلى أن الإضرابات ارتفعت فعلا ب 71% خلال شهر أكتوبر الماضي مقارنة بشهر سبتمر 2013، تماما مثلما أوردته “وات”.
و أفاد المسؤول بوزارة الشؤون الاجتماعية في تصريح لزميلتنا أنّ وزارته لا تسعى إلى تشويه صورة الاتحاد العام التونسي للشغل بهذه الأرقام و لم تفعل ذلك مُتعمدة.ي
يذكر أنّ الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل بوعلي المباركي عبر أمس في تصريحات إعلامية عن استغرابه من النسب الصادرة عن وثيقة لوزارة الشؤون الاجتماعية حول الإضرابات في شهري أكتوبر الماضي و نوفمبر الجاري معتبرا إياها غير دقيقة و غير مدروسة و تستهدف تشويه الاتحاد و إثارة الرأي العام ضده حسب قوله.
انتقادات سابقة
وهذه ليست المرة الأولى التي توجه فيها انتقادات لوكالة تونس إفريقيا للأنباء بخصوصها أدائها،و أخرها التحقيق مع مدير التحرير بوكالة تونس إفريقيا للأنباء، لطفي العرفاوي، في قضية “نشر أخبار زائفة حول وفاة سجين بسوسة” رغم اعتماد الوكالة على مصدر معلوم ومعتمد لخبرها وكشفت عن هويته، فيما اعتبر مراقبون من الحكومة أن هذا الأمر غير مقبول خاصة وأن وكالة الأنباء هي وكالة عمومية تابعة لأجهزة الدولة.
وإن كان لا يختلف اثنان على مهنية و حرفية الفريق الصحفي العامل بالوكالة فإنّ الكثير من المراقبين للشأن الإعلامي يعتبرون أنّ ما يُسمح به لغيرها من وسائل الإعلام لا يُسمح به لـ”وات”خاصة من الجهات الرسمية على اعتبار أنها وكالة أنباء رسمية عمومية يُفترض ترجمة رسائل مؤسسات الدولة بإيجابية للعموم، في خلط كبير بين واقع الدولة المستمرة والحكومة المتغيرة.
عائشة بن محمود