تونس- افريكان مانجر
أفاد رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل العميد المتقاعد من الجيش الوطني مختار بن نصر ل “افريكان مانجر” أنّ تونس أعلنت منذ عدّة أسابيع حالة استنفار امني كبير في الجنوب تحسبّا لأي طارئ على الجانب الحدودي مع ليبيا، وأوضح المصدر ذاته اليوم الأربعاء 8 أكتوبر 2014 ان المخاوف من قدوم عناصر من تنظيم “داعش” الى التراب التونسي ما تزال قائمة سيما و قد أعلنت مدينة درنة الليبية مُبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية.
الخطر قائم
وأكد مصدرنا أنّ تونس اتخذت جملة من الإجراءات والتعزيزات الأمنية لمنع تسلّل الإرهابيين الى ترابها سواء على مستوى حدودها مع ليبيا أو مع الجزائر، مُشدّدا على أنّ فرضية تمكن هذا التنظيم من الدخول الى تونس مستبعد بالنظر الى التحالف الدولي الكبير ضدّه. ولاحظ بن نصر أنّ الخطأ الذي ارتكبه “داعش” هو إعلانه الدولة الإسلامية حيث بات عدوا للجميع.
وفي ظلّ التحرك الدولي الكبير فإنّ تنظيم “داعش” في طريقه الى الاستضعاف وليس الى الإستقواء بحسب رأي محدثنا، ومع ذلك قال مختار بن نصر إن الحذر الواجب كما أنّ الخطر يبقى قائما.
تونس ضمن الدول المهددة
في المقابل كشف تقرير امني أوروبي نقلته مواقع إخبارية اليوم الأربعاء أنّ تونس ضمن الدول المهددة بزحف “داعش” هي وليبيا والمغرب و موريتانيا، وجاء في التقرير الذي أعدته مصالح الاستخبارات المتخصصة في مكافحة الإرهاب بالدنمارك ان هذه الأخيرة تنصح رعاياها بتجنب التردد على أماكن عمومية في بلدان مغاربية منها تونس.
وتتصاعد وتيرة المخاوف من إمكانية وصول تنظيم الدولة الإسلامية الى تونس سيما مع اعلان الجزائر الاثنين الماضي شروعها في تنفيذ عملية عسكرية كبيرة ضد جماعة جند الخلافة في ثلاث مناطق رئيسية، بمشاركة قوات خاصة ووحدات متخصصة في تفكيك الألغام، وقوات مكافحة الإرهاب الموجودة بمنطقة الوسط. ووصفت العملية بأنها ضربة استباقية من أجل منع الجماعة الإرهابية الجديدة جند الخلافة من النمو.
تحذير دولي
وفي جانب آخر حذر اليوم الاربعاء رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون من تغلغل تنظيم “داعش” المتطرف في ليبيا، إذا لم ينطلق في القريب العاجل حوار سياسي حقيقي بين كل الأطراف.
وأضاف ليون ـ حسبما نقلته تقارير إخبارية دولية أن ليبيا ستصبح حقلا مفتوحا لتنظيم “داعش”، وأن بوسعه إطلاق تهديداته من إحدى المدن الليبية، مشددا على أن التنظيم المتطرف موجود بالفعل في ليبيا التي تشهد انقساما حادا.
وكشف ليون عن اتصالات مستمرة بين جماعات من ورثة تنظيمي “القاعدة” و”داعش”، إضافة إلى عودة مقاتلين إلى ليبيا كانوا قد شاركوا في القتال في سوريا والعراق، لافتا في هذا الصدد إلى أن كل ما يريدونه هو أن تستمر الفوضى الراهنة لتعزيز مواقعهم.