بدأ سوق طرابلس الجديد للأسماك الذي أطلق عليه “سوق باب البحر” نشاطه بعد مرور أقل من شهر على عيد الأضحى ما سمح لسكان طرابلس الذين إسنتزفوا مخزونهم من لحوم أضاحي العيد أو سئموا من الإستهلاك المفرط للحوم بتنويع أطباقهم من خلال التحول إلى الأسماك التي تمثل ثروة تزخر بها البلاد المزودة .بساحل يبلغ طوله حوالي 2000 كلم على المتوسط
وكان سوق باب البحر الجديد للأسماك الواقع في كورنيش طرابلس قرب المدينة القديمة والمكسو بلون أبيض قد تم إفتتاحه في أغسطس 2008 . وتم بناؤه وفق نمط معماري يجمع بين التقاليد والأصالة مع أيقونات وقبب تشبه خيام البدو من جهة والحداثة عبر الواجهات .الشفافة التي تحيط به من جهة أخرى
وقال رئيس وحدة إنتاج سوق باب البحر للأسماك رمضان محمد لباني لوكالة بانا للصحافة إن هذه البناية التي تبدو من بعيد كأنها سلسلة من الخيام تمتد على مساحة قدرها حوالي 2000 متر مربع تحتوي على عدة عنابر بينها 4 مكاتب ووحدة لمراقبة الأسماك ووحدتان للنظافة يعمل فيهما 26 شخصا و48 نقطة بيع بواقع شخصين في كل نقطة أي بسعة إجمايلة من 197 بائع إلى جانب فضاء كبير من حوالي 800 متر مربع مخصص للبيع بالجملة الذي يجري في الصباح الباكر بين صيادي .الأسماك والبائعين
وأوضح أن هذا السوق الذي يتمتع أيضا بمخبر لتحليل ومراقبة الأسماك و8 غرف تبريد و3 وحدات لصنع الثلج يستقبل كمية يومية تتراوح بين 3 و4 أطنان من مختلف أنواع الأسماك المصطادة سواء في طرابلس أو في .باقي المناطق الساحلية للبلاد مثل زوارة وبنغازي
وأشار رمضان لباني أن هذا السوق التابع للهيئة العامة الليبية للموارد البحرية أنشئ في إطار التوجه الجديد الذي يهدف إلى إقامة ميناء للصيد البحري التقليدي للسفن التي يتراوح طولها من 6 إلى 7 أمتار .مزودا بمنفذ لتصريف منتجاته مباشرة نحو المستهلكين
وأضاف أن إنشاء هذا السوق يهدف لتعزيز قطاع الصيد البحري في البلاد لتمكينه من المساهمة في تنمية الإقتصاد الوطني وذلك من خلال إثارة إهتمام أكبر عدد ممكن من الشباب الليبي بمهنة الصيد البحري وباقي الأنشطة المرتبطة بهذه المهنة وعبر إستحداث فرص عمل .إضافية من أجل إمتصاص بطالة الشباب في البلاد
وقال إنه يتم في هذا الإطار تنظيم دورات تدريب في مختلف معاهد ومراكز التدريب على مهن الصيد البحري للبلاد وخاصة تلك الواقعة في سوق الجمعة (الضاحية الشرقية لطرابلس) وزوارة وصبراتة (غرب طرابلس) والتي تقدم تدريبا في مجالات بناء السفن والغوص في البحر .وتقنيات الصيد وغيرها
وسعيا منها لتشجيع الليبيين على ممارسة مهنة الصيد البحري التي تبقى حتى الآن حكرا على العمالة الأجنبية في ليبيا قدمت سلطات البلاد عدة إمتيازات وتحفيزات لصالح الليبيين الراغبين في مزاولة هذه المهنة مع تسهيلات في القروض وإعفاء من كل الرسوم .والضرائب وتسهيلات في تسويق منتجاتهم
وهكذا فإن البائعين في سوق باب البحر للأسماك يستفيدون بالمجان من كل الخدمات التي يتيحها فضاء البيع المتكون من مبسط رخامي ومغسل وجهاز تبريد إلى .جانب عدة خدمات أخرى مثل النظافة والمياه والكهرباء
وأكد ذلك لوكالة بانا البائع أبوبكر علي الذي تحدث بكثير من الإعتزاز عن هذا السوق الذي إعتبره إنجازا ضخما لصالح الليبيين لأنه سمح بتعزيز تجارة الأسماك وإستقطاب المزيد من الزبائن الذين يأتون إليه .للتزود بأسماك طازجة سواء كانوا ليبيين أو أجانب
وكشف أنه يبيع بين 40 و100 كيلوغرام من الأسماك يوميا وأنه يجني من ذلك ما يكفيه هو وشريكه من المال .للإستجابة لإحتياجات أسرتيهما
ويشاطره الرأي عبد الحميد كارا الذي يتباهي بهذا السوق المستوفي للشروط المثلى لتسويق الأسماك مؤكدا أن كمية الأسماك يحددها الطقس حيث أنه كلما كان الطقس ملائما كلما كانت كميات الأسماك المصطادة وفيرة وكان .السوق ممونا بشكل جيد
ومن ناحيتها نوهت زبونة أجنبية مقيمة في ليبيا منذ عدة سنوات بالسوق الجديد الذي وصفته بالتحفة موضحة أنه يتميز بنظافته وجودة منتجاته. وصرح عدة زبائن أجانب آخرون لوكالة بانا أنه منذ إفتتاح هذا السوق وهم يقصدونه بشكل منتظم للتزود بالأسماك التي .تباع فيه بأسعار معقولة
وتتمتع طرابلس بسوق آخر للأسماك يقع بقلب سوق العاصمة الليبية المركزي في الجانب الجنوبي للمدينة القديمة. ويعرف منذ إنشائه في الخمسينيات “بسوق الحوت”.0