تونس- افريكان مانجر
قال الناطق الرسمي بالاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري اليوم الخميس 30 أكتوبر 2014 في تصريح لافريكان مانجر أن الاتحاد سيشارك و يتابع المشاورات التي ستقع بين الأحزاب السياسية في المدة القادمة لتكوين الحكومة الجديدة .
و شدد الطاهري على سعي الاتحاد على تكوين “حكومة توافقية “تحظى بالتوافق من جميع الأطياف الحزبية الموجودة بالبرلمان بهدف تحقيق الاستقرار السياسي و الحكومي في المرحلة القادمة .
و اعتبر الناطق باسم الاتحاد بأن الحديث عن تكوين “حكومة وحدة وطنية ” غير ممكن في المرحلة القادمة خاصة بوجود أطراف لا تتقابل في جميع التوجهات العامة و لا يمكن أن تجتمع في حكومة واحدة على غرار الجبهة الشعبية و حركة النهضة، بحسب تقديره.
و تحدث سامي الطاهري عن إمكانية بداية المشاورات الحزبية بعد أسبوع مشيرا إلى أن حزب الأكثرية و الممثل في حزب نداء تونس سيبدأ مشاوراته مع بقية الأحزاب لتكوين حكومته مشددا على أن كل الفرضيات محتملة حول تركيبة الحكومة القادمة قائلا :”هذه الحكومة تستطيع أن تضمن حزبين أو ثلاثة أو أكثر “.
و في هذا الإطار أكد القيادي بالجبهة الشعبية منجي الرحوي في تصريح “لافريكان مانجر” أن الجبهة لن تدخل و لن تدعم حزب نداء تونس في حال قراره إدخال حزب النهضة للحكومة القادمة .
حكومة بدون النهضة
وانطلاقا من هذا الموقف “المبدئي ” للجبهة الشعبية و عدم إمكانية تكوين حكومة مع حركة النهضة فان حزب نداء تونس مطالب في هذه حالة بالتحالف مع كل من الجبهة الشعبية و حزب أفاق تونس و ذلك لتحقيق الأغلبية ” التي لن تكون في الحقيقة مريحة “.
و بالعودة الى الدستور التونسي فان تكوين الحكومة يتم عبر تحصيل الأغلبية المطلقة 109 مقعدا برلمانيا و في حال تكوين هذه الحكومة فانه سيتم تكوين حكومة بأغلبية لا تتجاوز ال112 مقعدا .
إلا أن هذه الحكومة لن تكون مستقرة سياسيا و قابلة للإسقاط بسرعة خاصة و أن حركة النهضة قد فازت بعدد مريح من المقاعد ) 69 مقعدا ( مما يجعلها تحصل على الثلث المعطل مع بقية الأحزاب و ستواجه وقتها حكومة النداء “معارضة شرسة .
حكومة توافقية بحركة النهضة
في مقابل ذلك يمكن الحديث عن فرضية أخرى ,وهي الاقرب للواقع ,و هي أن يجد النداء نفسه أمام إلزاميّة البحث عن تحالفات، خارج دائرة العائلة الديمقراطية لضعف تمثيلياتها و لتقابل التوجهات العامة لبعض الأحزاب ، لتكوين حكومة من مختلف الأطياف الحزبية ، تضمن له تشكيل حكومة وحدة وطنية موسّعة و تتشكل بالضرورة من أربعة أحزاب “كبرى في البرلمان ” وهي كل من حركة النهضة و أفاق تونس و الحزب الوطني الحر .
و في هذا الإطار تحدثت قيادات حزب نداء تونس على إمكانية ما أسمته “بالتعايش الحكومي” و ما تقصد به اجتماع عدد من الأحزاب في حكومة وحدة وطنية و لكن ليس بالضرورة أن يقوم بينهم تحالف سياسي .
حكومة “أغلبية ثنائية “
أما السيناريو الثالث المطروح في الساحة السياسية التونسية فهو تشكيل حكومة قادمة بأغلبية ثنائية فحسب عبر تكوين “حكومة تحالفية ” بعد تحالف حزب النداء المتحصل على أكثرية المقاعد و الحزب الثاني في البرلمان الممثل في حركة النهضة حيث يتم تحصيل الأغلبية المريحة التي تسمح بتكوين حكومة بحزبين فقط.
إلا أن هذا الحل يبقى مستبعدا خاصة و ان حزب الأغلبية و المخول بتكوين الحكومة “نداء تونس ” عبر عن نيته الذهاب في الخيار التوافقي في الحكومة القادمة و البحث عن أكبر عدد من التوافقات و هو ذات التمشي الذي ذهبت فيه المنظمة الشغيلة التي تبقى القوة الضاغطة على الأحزاب في تونس .
مها قلالة