تونس-أفريكان مانجر
عودة ظهور شبح الإرهاب في تونس خلال شهر رمضان وتواترها مرّتين متتاليتن، الأولى في إطار الملاحقة والثّانية في إطار كمين، جعلت من بلادنا تخسر في ظرف أسبوعين 19 جنديّا، الشّيء الذي زاد من المخاوف من امكانيّة حدوث عمليّات ارهابيّة مشابهة في الفترة المتبقيّة من شهر رمضان، خاصّة وأنّ جلّ المراقبين المحللين والدّوليين لا يستبعدون وقوع عمليّات ارهابيّة أخرى خلال الفترة القادمة، باعتبار أنّ هذه المجموعات الإرهابيّة تعتقد أنّ في القيام بهذه العمليّات تكسب ثوابا كبيرا عند الله.
وفي هذا الإطار، أكّد مختار بالنّصر العميد المتقاعد بوزارة الدّفاع في تصريح لـ “أفريكان مانجر” أنّ العمليّة الإرهابيّة الأخيرة بجبل الشّعانبي تأتي في النّصف الثّاني من شهر رمضان وهي نفس الفترة تقريبا التّي تمّت فيها العمليّة الإرهابيّة السّنة الفارطة، مشيرا الى أنّ هذه الفترة يعتبرها الإرهابيّون أكثر فترة يكتسب فيه الثّواب، ولهذا من غير المستبعد أن يقوموا بعمليّات مشابهة في الفترة القادمة.
وأضاف نفس المصدر أنّ أحداث الشّعانبي عمليّة استعراضيّة تهدف الى ارباك الوحدات العسكريّة والأمنيّة، هدفها ارباك الوحدات العسكريّة والأمنيّة وحتّى المواطنيين، مبرزا أنّ هذه المجموعات الإرهابيّة تبعث برسالة تقول فيها أنّها مازالت موجودة والسيطرة على جبل الشّعانبي من قبل القوّات العسكريّة لا أساس له من الصّحّة على حدّ تعبيره. <
توقّعات بحدوث عمليّات ارهابيّة خلال الأسبوع المتبقّي من رمضان
وحول نفس الموضوع، قالت بدرة قعلول رئيسة المركز الدّولي للدّراسات الإستراتيجيّة الأمنيّة والعسكريّة في تصريح لـ “أفريكان مانجر” أنّها كانت متأكّدة من حدوث “ضربة” ارهابيّة خطيرة، لأنّ هذه المجموعات الإرهابيّة في عقليّتها “الجهاديّة” أيّ انجاز لعمليّة ارهابيّة في شهر رمضان يقرّبهم من اللّه ويكسبهم نهرا من الحسنات، مضيفة أنّه بالاستناد لهذه العقليّة يمكن توقّع عمليّات مشابهة خلال الأسبوع المتبقّي من شهر رمضان.
ويذكر أنّ قد محدّثتنا سبق وأن عبّرت في تصريح لـ “أفريكان مانجر” عن مخاوفها من إمكانيّة تنفيذ عمليّات إرهابيّة في شهر رمضان، خاصّة وأنّ مثل هذه الممارسات في شهر رمضان تذكّر هذه المجموعات الإرهابيّة بالفتوحات الإسلاميّة وبالغزوات التّي تمّت في رمضان، وهو ما يفسّر على حدّ تعبيرها المجزرة التّي وقعت في الشّعانبي السنة الفارطة.
من جهة أخرى، بيّنت حينها قعلول أنّه يجب اتّخاذ كلّ الاحتياطات اللّازمة من قبل وزارتي الدّاخليّة والدّفاع، لأنّ هذه المجموعات الإرهابيّة بخلاياها النّائمة لم تعد منظّمة ولم تعد قادرة على أخذ الأوامر من قياداتها بفعل التّضييق الذي سلّط عليها من قبل الدّاخليّة والدّفاع سواء من ناحية تفكيك كثير من شبكاتهم أو من ناحية محاصرتهم في بعض الجبال، الشّيء الذي من شأنه أن يدفع هذه الخلايا النّائمة الى القيام بعمليّات ارهابيّة متى سنحت لهم الفرصة دون الرّجوع الى قياداتهم، خاصّة وأنّهم يملكون أسلحة ثقيلة.
توقّعات بحدوث عمليّات ارهابيّة داخل المدن
وفي ذات السّياق، قال الباجي قائد السبسي في حوار خاصّ على قناة نسمة أمس 19 جويلية 2014 إنّ التونسيين كانوا يتوقّعون حدوث عمليات إرهابية خلال شهر رمضان، متابعا “ولن تتوقف هذه العمليات الإجرامية وربما في المرة المقبلة ستقع داخل المدن وليس في الجبال”.
وأكّد السبسي أنّ لهذه الجماعات الإرهابية امتداد اقليمي وبعد دولي وأنّ تونس لا تستطيع مقاومتهم بمفردها ومن الضروري ان تتعاون وتنسق مع دول الجوار كالجزائر ومع كل من مالي والنيجر ومصر التي تعاني بدورها من الارهاب.
وأضاف السبسي “إن كانت أوروبا تعتقد بأنّها على مأمن من الإرهاب فهي مخطئة، لانّ الإرهاب عالمي ودول العالم لها مصلحة في التعاون لمحاربته”.
هدى