تونس-أفريكان مانجر
في جولة داخل تونس العاصمة، لاحظت “أفريكان مانجر” حركيّة مفرطة خاصّة في محلاّت الألبسة والأحذية، غير أنّه التّركيز مع الحرفاء كشف أنّ التّزاحم على المحلاّت ليس بغاية الشّراء، وإنّما للفرجة فقط، وقد تأكّدت “أفريكان مانجر” من ذلك عن طريق أصحاب المحلاّت والبائعات، حيث أجمعوا أنّ قرب حلول عيد الفطر جعل الحركيّة مفرطة والازدحام مبالغ فيه، لكن الإقبال على الملابس والأحذية محدودا جدّا، مبرزين أنّ مبيعاتهم تراجعت بنسبة تصل الى 80 % في كثير من الأحيان مقارنة بنفس الفترة من السّنة الفارطة.
وأرجع أصحاب المحلات سبب هذا التّراجع الى المنتصبين الفوضويين الذين عمدوا هذه السّنة خلافا للعادة الى بيع كلّ مستلزمات عيد الفطر من ملابس وأحذية ولعب… بأسعار تتماشى مع المقدرة الشّرائيّة للمواطن التّونسي، ومن أمام المحلاّت مباشرة، مع الإشارة الى أنّ بعض السلع المعروضة للبيع في مختلف شوارع وأنهج العاصمة ذات ماركات عالميّة وليست مقلّدة وتباع بأسعار في متناول الجميع، الشّيء الذي جعل الإقبال عليها مكثّف.
وحول هذا الموضوع، قال سليم سعد الله نائب رئيس منظّمة الدّفاع عن المستهلك أنّ المنظّمة بلغتها العديد من التّشكيّات بهذا الخصوص، مبرزا أنّ أصحاب المحلاّت التّجاريّة يعانون من أزمة حقيقيّة جرّاء تراجع مبيعاتهم والإقبال المحتشم على سلعهم، مؤكّدا أنّ نسبة التّراجع تتراوح بين 45 و60 % مقارنة بنفس الفترة من سنة 2013.
وفي نفس الإطار، أضاف محدّثنا أنّ الانتصاب الفوضوي أمام المحلاّت و”السّلع الموازية” التّي اجتاحت حتّى الطّرق تجد اقبالا كبيرا من قبل المستهلكين بسبب اسعارها المنخفضة التي تتماشى مع مقدرته الشّرائيّة المتدهورة جدّا بفعل التّضخّم المالي الذي تشهده البلاد منذ 3 سنوات. وعن الحلول، عبّر نفس المصدر عن عجز المنظّمة عن ايجاد حلول بهذا الشّأن، حيث أنّ الحدّ من الانتصاب الفوضوي يبقى من مشمولات الشّرطة البلديّة.
من جهة أخرى، تجدر الإشارة الى أنّ “أفريكان مانجر” تجوّلت أيضا في المحلاّت التّجاريّة بالأحياء الرّاقية، ولاحظت أنّ الإقبال على الشّراءات محدود جدّا، وهو ما أكّده أصحاب هذه المحلاّت، رغم غياب الانتصاب الفوضوي، الشّيء الذي من شأنه أن يبيّن أنّ هذا التّراجع سببه تدهور المقدرة الشّرائيّة للمستهلك التّونسي وليس الانتصاب الفوضوي.