تونس-افريكان مانجر
على الرغم من صعوبة الوضع الاقتصادي والمالي الذي تعيشه تونس وما فرضه من تحديات، إلا أن الأزمة السياسية تتفاقم يوما بعد يوما و الصراع يشتد بين مختلف الأطراف الحزبية وحتى بين مؤسسات الدولة.
وقد أكد رئيس الحكومة هشام المشيشي، أنّ “هذه الفترة تعتبر من أصعب الفترات التي تعرفها البلاد على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي خصوصا مع تفاقم الأزمة السياسية وتأثيراتها على الوضع العام في البلاد”.
ودعا خلال جلسة عمل عقدها مساء الاثنين، مع ممثلي الأحزاب والكتل الداعمة للحكومة، إلى ضرورة رصّ الصفوف وتدعيم التشاور بين مكونات الحزام السياسي بالنظر لحجم التحديات القادمة المطروحة، وحاجة بلادنا لمزيد تنسيق الجهود في إطار التعاون مع الهيئات الدولية الاقتصادية والجهات المانحة والدول الشقيقة والصديقة في ظل هذه الأزمة المالية الصعبة، وفق نص بلاغ رئاسة الحكومة.
أزمة داخلها أزمات
وفي قراءة للمشهد الحالي، وصف الناشط السياسي و الديبلوماسي السابق جلال الاخضر، الوضع بالبلاد بالمأساوي على كل الأصعدة خاصة منها الوضع الاقتصادي حيث و لأول مرة في تاريخ تونس ينزل الإنتاج المحلي الإجمالي إلى نسبة 110% بالإضافة الى ارتفاع نسب البطالة و المديونية.
واعتبر في تصريح لافريكان مانجر، ان الأزمة السياسية هي في الواقع أزمة داخلها أزمات متعددة تطورت لتصبح حربا بسيكولوجية بين مختلف الأطراف الحزبية حيث يسعى كل طرف للحطّ من قيمة الخصم و يعمل كل طرف على إضعاف منافسه بكل الاليات عبر التسريبات و بعض وسائل الإعلام المدفوعة الأجر، وفق قوله.
وأشار الأخضر الى أن هذه الخصومات والصراعات التي تعيشها الساحة السياسة فتحت الباب أمام مطامع بعض الأطراف الخارجية التي تسعى الى التموقع في البلاد، وفق تعبيره.
علاقة انتهازية
وأشار المتحدث إلى أن الحرب القائمة بين الأطراف السياسية و التي انطلقت في الواقع مع بداية عمل حكومة هشام المشيشي ثم ازدادت حدة برفض رئاسة الجمهورية للتحوير الوزاري الذي أعلنه رئيس الحكومة في جانفي الماضي و دعمه الحزام السياسي البرلماني في إشارة لحركة النهضة و حزب قلب تونس و ائتلاف الكرامة، و الذي ألغى بدوره مبادرة الحوار الوطني التي قدمها الاتحاد العام التونسي للشغل، أفرزت علاقة سياسية جديدة قائمة على الانتهازية.
وأوضح أن هذه العلاقة جمعت التيار الديمقراطي و حركة الشعب برئيس الدولة، حيث تسعى هذه الأحزاب الى محاولة توظيف مكاسب قيس سعيد الانتخابية لصالحهم ووضع أنفسهم ضمن من ساهموا في فوزه.
و في المقابل فان رئيس الدولة يقوم بتشجيع هذه الأحزاب حتى يكونوا معارضة قوية بالبرلمان، وفق تقديره.
وشدد الأخضر، على ان رئيس الجمهورية يقوم بالمناورة السياسية باعتبار موقفه السلبي من الأحزاب و اتهامه الدائم لهم بالطبقة الخائنة و الفاسدة.
الحل
واعتبر محدثنا ان الحلّ للخروج من الأزمة السياسية الراهنة يكمن في إيجاد صيغة للحوار الوطني عن طريق الاتحاد العام التونسي للشغل باعتباره صاحب المبادرة، مشيرا الى انه بإمكان المنظمة الشغيلة اتخاذ هذه الخطوة عبر التفاوض مع كل طرف للخروج من الاشكالية التي تعيش على وقعها البلاد ، وفق قوله.