تونس-افريكان مانجر
تعتبر خطابات الرؤساء في تونس بعد انتخابات 2019، من اكثر الخطابات التي تثير جدلا و خلافا لدى المختصين في الشان السياسي او حتى من الناحية الاتصالية.
فبعد انتخابات 2019 و ما أفرزته من مشهد سياسي غير متجانس و مختلف، اصبح الخطاب السياسي غامضا و مضمونه مليء بالتلميحات و المعاني.
فبالرجوع إلى خطاب رئيس الجمهورية قيس سعيد على هامش موكب أداء اليمين الدستورية لأعضاء الحكومة الجدد نجد خطابا حادا وصفه البعض بخطاب إعلان الحرب على بعض الأطراف التي لم يذكرها صراحة.
وكان رئيس الدولة في خطابه، قال “بعضهم يفتي و يكذب بناءا على الفتوى لانه فتح دار إفتاء و البعض بالأمس و في الأيام القليلة الماضية فضلا عن الكذب و الافتراء بدأ يدعي في العلم معرفة و هو لو عاد إلى السنة الأولى من الصف الابتدائي لطرد شر طردة”.
“من يعتقد انه فوق القانون فهو واهم…ماذا فعلتم انتم في الأيام الماضية باستثناء المشاورات بالليل و تحت جنح الظلام و اعلم الصفقات التي تم ابرامهما و سيأتي اليوم الذي أتحدث فيه عن كل ماحصل..سيأتي اليوم لأتحدث بكل صراحة عن الخيانات و الاندساسات و عن الغدر و عن الوعود الكاذبة و عن الارتماء في أحضان الصهيونية و الاستعمار”.
“اتمنى ان نقف جبهة واحدة امام الكثيرين من الخونة الذين باعوا ضمائرهم ووطنهم و تصوروا انهم صاروا قادرين على إعطائنا الدروس….. يتحيلون على الدستور الذي وضعوه…”
وقد اعتبر الخبير في الاتصال، مهدي غزاي، في تصريح لافريكان مانجر، إن خطاب رئيس الجمهورية فيه نوع من الصياغة الرمزية للافكار.
ووفق محدثنا، فقد استعمل قيس سعيد بشكل مفرط ضمير “هم” في إشارة لمن لم يخدم مصالح التونسيين دون الإفصاح عن من هم و كيف ذلك بالإضافة إلى تكرار بعض الكلمات على غرار كلمة القانون.
واعتبر غزاي أن استعمال عبارات تنبأ بالخطر قد تبعث لدى المتلقي نوعا من الاقتناع بالفكرة المراد تمريرها مشيرا إلى اعتماد الرئيس بعض المفردات ونقيضها في نفس الجملة “بيننا الله والأيام وسيأتي اليوم الذي تعرفون فيه الحقائق كلها دون استثناء إلا إذا كان هناك ما يتعلق بواجب التحفظ والاحتراز”.
وبخصوص انطباع التخويف و التخوين الذي بعثه خطاب رئيس الجمهورية الاخير، قال الخبير في الاتصال ان هذا الطابع أصبح تقريباً عادة و دخلت حتى في تقاليد رئاسة الجمهورية، وفق قوله.
وخلص الى ان هذا النوع من الخطاب لا يمكن تصنيفه إلا في خانة الخطاب الشعبوي الذي لا تأثير سياسي له باعتباره لم يقدم دلالات حقيقية وفعلية و هي لا تتخطى التخويف و التخوين.
كما تحدث مهدي غناي، عن خطاب رئيس الحكومة المتخلي الأخير خلال موكب التسليم و التسلم، والذي اعتبره لا يختلف كثيرا عن حخطاب رئيس الجمهورية قيس سعيد.
وقال محدثنا ان خطاب الفخفاخ تضمن عديد نقاط التشابه مع خطاب رئيس الجمهورية حيث تحدث الفخفاخ عن الاطراف التي تامرت عليه و استهدفته و سعت الى اسقاط حكومته دون ذكرها..وقد استعمل ضمير ‘هم’ في اشارة لمن يعتبرهم لا يريدون مصلحة الوطن.
كما اعتمد الصياغة الرمزية للأفكار، “تونس في قلب العاصفة” فضلا عن تكرار كلمة ‘تونس’ عديد المرات و استعمال مفردات و نقيضها ”نعيش لحظة حضارية لمشاعر متداخلة بين الرضا والقلق والأمل والألم.. الألم لما آلت إليه الأمور في وطننا العزيز…”.