تونس-افريكان مانجر
انتهت أول أمس الأحد 11 أفريل 2021، زيارة رئيس الجمهورية قيس سعيّد الأولى إلى مصر و التي تواصلت لثلاثة أيام.
وكانت هذه الزيارة محل جدل واسع بين مؤيد و معارض لها، خاصة في ظل السياق الاقليمي الراهن.
وكانت رئاسة الجمهورية، أوضحت في بيان لها أن هذه الزيارة “تندرج في إطار ربط جسور التواصل وترسيخ سنة التشاور والتنسيق بين قيادتي البلدين، فضلا عن إرساء رؤى وتصورات جديدة تعزز مسار التعاون المتميز القائم بين البلدين بما يُلبّي التطلعات المشروعة للشعبين الشقيقين في الاستقرار والنماء”.
زيارة هامة
وفي هذا السياق، اعتبر الأستاذ و المحلل السياسي عبد اللطيف الحناشي، في تصريح لافريكان مانجر، أن هذه الزيارة عادية و هامة خاصة في ظل إقليم مضطرب و تحولات عميقة يعرفها العالم على غرار خروج ترامب من الحكم و التقارب التركي المصري و القطري المصري.
وأشار الحناشي، إلى أن مصر تخوض جولة جديدة من العمل الديبلوماسي لدعم موقفها في قضية سد النهضة مع إثيوبيا، وكذلك ترتيب الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا بعد الاتفاق الاخير الذي أنهى الصراع بين الفرقاء في طرابلس.
وقد قدم رئيس الدولة قيس سعيد خلال هذه الزيارة موقف تونس من قضية سد النهضة بالإضافة الى تطابق وجهات النظر بشأن قضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك وفي مقدمتها الملف الليبي والقضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب والتطرف.
ويشار إلى انه وفق بلاغ لرئاسة الجمهورية، فان تونس أكدت ضرورة التسريع بعقد الاستحقاقات الثنائية وفي مقدمتها اللجنة العليا المشتركة ولجنة التشاور السياسي لصياغة رؤى جديدة للعلاقات الثنائية بفكر جديد، وتنويع مجالات التعاون وتطويرها لا سيما على المستويين التجاري والاستثماري، فضلا عن إعلان اعتماد سنة 2021-2022 سنة الثقافة التونسية المصرية.
انتقادات لا مبرر لها
وفي تعليقه عن الانتقادات التي طالت زيارة رئيس الجمهورية الى مصر، اعتبر الحناشي ان هذه الانتقادات لا مبرر لها خاصة و ان رئيس الدولة سبق و ان استقبل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان و أمير قطر.
وخلص محدثنا الى ان هذه الزيارة هامة و عادية بالنظر إلى السياقات الاقليمية الراهنة.
وجدير بالذكر، فان القيادي في حركة النهضة عبد اللطيف المكي، اعتبر في تصريح إذاعي، ان زيارة رئيس الدولة الى مصر فجئية و لم يتم الإعداد لها مسبقا وهو ما جعلها محل شك و ريبة، وفق تعبيره.
كما ندد الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي بهذه الزيارة واعتبر أن قيس سعيد لم يعد يمثله بعد أن زار القاهرة.
وقال المرزوقي، “ان سعيد لا يمثل الثورة التي سمحت له بالوصول للسلطة، ولا يمثل استقلال تونس، ووحدة دولتها ومصالحها وقيمها”.
وقد اعتبر حزب الامل في بيان له، ان ما جاء في الندوة الصحفية المشتركة بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي ورئيس الجمهورية قيس سعيد خلال زيارته الى مصر، يتضح أن الملف الداخلي التونسي مثل محورا هاما في المحادثات بين الطرفين، مشددا على أن “الصراع التونسي ضد الإسلام السياسي ومن أجل التغيير مسألة داخلية تونسية يخوضها الشعب التونسي من خلال الأطر الشرعية وبالاحتكام إلى صندوق الاقتراع”.
زيارة تاريخية
من جهته الملحق بالدائرة الديبلوماسية في ديوان رئاسة الجمهورية وليد الحجام، وصف في تصريح إذاعي زيارة رئيس الدولة قيس سعيد إلى مصر بالتاريخية، وفق تعبيره.
واعتبر الحجام، ان هذه الزيارة كانت محمّلة بعدة رسائل منها مكافحة الارهاب والتطرّف وموقف تونس من القضية الفلسطينية مشيرا الى أنها شملت ملفات اقتصادية على غرار التبادل التجاري وامكانية إحداث خط نقل بحري مباشر بين تونس ومصر.
وشدد الحجام على أنه وفقا لمقتضيات الدستور، فان السياسة الخارجية لتونس هي اختصاص حصري لرئاسة الجمهورية.