تونس-افريكان مانجر
وجه البعض من المُراقبين الجمعة 18 أفريل 2014 انتقادات حادّة و لومّا كبيرا للحكومة التونسية لأنّها لم تملك على حدّ قولهم الشجاعة الكافية لتأخذ قرارا يقضي بسحب بعثتها الدبلوماسية بليبيا على إثر حادثة الاختطاف الثانية التي طالت أمس المستشار الأول للسفير التونسي بليبيا العروسي القنطاسي، علما و أنّ الحكومة مازالت إلى اليوم تُجري مفاوضاتها حتى تتوصلّ إلى حلّ لإطلاق سراح الدبلوماسي الآخر المختطف منذ 21 مارس الجاري.
المقاطعة أو بيان شدّيد اللهجة
و باتصال مع الناشط و أستاذ القانون مصطفى صخري أوضح ” افريكان مانجر ” أنّ هيبة الدولة و سيادتها تقتضي إتخاذ قرارا عاجلا بقطع العلاقات مع الشقيقة ليبيا أو المبادرة بإصدار بيان شدّيد اللهجة تُهدّد فيه تونس بتعليق نشاط بعثتها، جرّاء تواصل استهداف الدبلوماسيين قائلا إنّه كان يفترض على الحكومة الليبية تأمين الحماية اللازمة للتونسيين سواء كانوا دبلوماسيين أو من الجالية المقيمة هناك و المُقدّر عددهم بنحو 120 ألف.
وأفاد محدّثنا أنّ ما صرّح به وزير الخارجية المنجي الحامدي بأنّ خاطفي المستشار الأولّ طالبون بإطلاق سراح متشددين إسلاميين معتقلين في تونس يُؤكد أنّ ” قانون الغاب ” هو الذي يحكم طرابلس اليوم، و بالتالي فمن غير المقبول بالمرّة الإستجابة لطلباتهم بإعتبار أنّ الخضوع لابتزاز أي جهة سيفتح الباب على مصرعيه لمجموعات أخرى حتى تُطالب بدورها بفدية أو بإطلاق سراح مساجين آخرين وفق تعبيره.و في سياق متصلّ أشار مصطفى صخري إلى أنّ تردي الوضع الأمني بليبيا يُحتم على السلطات التونسية التعامل بحذر مع الموضوع و عليها رفض المساومة و الابتزاز مثلما ينصّ على ذلك العرف الدبلوماسي.
الفدية هي الحلّ
و خلافا لما صرّح به الأستاذ مصطفى صخري، فقد أفادنا دبلوماسي تونسي فضل عدم الكشف عن اسمه أنّه بإمكان السلطات التونسية الإستناد إلى القوانين الدولية و الاتفاقيات الثنائية بين البلدين فيما يخصّ طلب تسليم معتقلين ليبيين بالسجون التونسية، مُؤكدا أنّه إذا كان المطلوبون مورطون في قضايا إرهابية فإنّه لا ينبغي تسليمهم حتى لا تُعطي الفرصة لمجموعات مسلحة بخطف أشخاص آخرين.
و قال المصدر ذاته إنّه بإمكان الدولة التونسية التفاوض مع الخاطفين دفع مبلغ مالي على غرار ما حدث في مثل هذه الحوادث، كما لم يخف محدثنا خطورة الملف.
إرهابيو الروحية وراء عملية الاختطاف
و مثلما إنفردنا بنشره أمس، فإنّ السلطات التونسية ستدرس تخفيض حجم بعثتها الدبلوماسية في لبييا بعد خطف ثاني دبلوماسي لها خلال شهر واحد. و في تصريح لوزير الخارجية منجي حمدي فإنّ الوزارة تمكنت من التعرف على خاطفي الدبلوماسي التونسي بسفارة تونس بطرابلس العروسي القنطاسي.
وأوضح وزير الخارجية أن جماعة تنتمي إلى عائلة إرهابيين ليبيين محتجزين في تونس متورطين في عملية ارهاب الروحية و حكم عليهم بالسجن لمدة طويلة و هي أيضا نفس الجماعة التي أقدمت على اختطاف الموظف بالسفارة الليبية بطرابلس محمد الشيخ.
و أضاف وزير الخارجية أن هذه الجماعة تطالب بإطلاق سراح المجموعة الليبية مقابل إطلاق سراح التونسيين المختطفين، مُشيرا مضيفا أن الوزارة ستحاول التفاعل مع الجهة الخاطفة لضمان حياة الديبلوماسيين المختطفين وإطلاق سراحهما في أقرب وقت.
بسمة المعلاوي