تونس -افريكان مانجر
تمثل الصحراء في العالم مصدرا لجذب السياح خاصة في فصل الشتاء وقد تمكنت المدن الصحراوية التونسية من جذب العديد من السنمائيين لتصوير افلام عالمية ، أو استقطاب المهرجانات المحلية و الدولية مع امتلاكها لموروث ثقافي و طبيعي جذاب و متنوع جعل منها مختلفة عن بقية بلدان العالم .
و في هذا السياق ، قال مهدي الحلوي المدير المكلف بالسياحة الصحراوية بالديوان الوطني للسياحة ، ان هذا النوع من السياحة يعتبر مهما جدا في تونس ، حيث تمثل الصحراء فيها أكثر من ثلث مساحة البلاد و تمتد على 5 ولايات وهي كل من توزر و قبلي و تطاوين و قفصة و قابس .
و اوضح في حديث لأفريكان مانجر ، بان الفضاء “الصحراوي و الواحي” في بلادنا لديه مميزات ثقافية و تاريخية و طبيعية تجعل منه مختلفا عن بقية انواع السياحة التقليدية ، واصفا إياه بالركيزة الاساسية لتنمية هذا القطاع .
و اعتبر الحلوي ان السياحة الصحرواية في تونس على الرغم من اهميتها و تنوعها الا ان ذلك لم يترجم على مستوى الارقام و الليالي المقضاة بهذا الفضاء ، حيث تراجعت الطاقة الايوائية للفنادق بها نظرا لعدة صعوبات منها الظرفية و الصحية على غرار ازمة الكوفيد الاخيرة .
و ذكر ذات المتحدث بان الصحراء التونسية في السنوات الاخيرة ، و في أنجحها سنة 2019، لم تتمكن من استقطاب سوى 700 ألف زائر و هي نسبة ضعيفة مقارنة بالعدد الجملي للسياح الوافدين بحسب تقديره .
و ابرز ان من بين الاشكاليات المطروحة ،و التي تهم هذا النوع من السياحة، هي معدل الاقامة و الليالي المقضاة حيث ان بعض النزل بالمنطقة الصحراوية لا تتجاوز فيهم الليالي المقضاة 1,2 أو 1,4 ليلة باعتبار و انها ترتكز على سياحة المسالك السياحية التي تدوم بين اليوم أو اليومين .
و شدد الحلوي على ان السياحة الصحراوية و تطويرها سيساهم بالضرورة في بناء مفهوم السياحة المستدامة بتونس .
و حول مشاكل النقل الجوي ، اشار ذات المصدر الى وجود مجهودات حثيثة من طرف وزارة السياحة مع شركة الخطوط التونسية لتكثيف الرحلات الداخلية أو كذلك مع الناقلات الجوية الدولية لتنظيم رحلات مباشرة للمطارات الداخلية على غرار مطار توزر .
و كشف عن وجود محادثات جدية مع احدى الشركات العالمية لفتح خط جوي مباشر بين مطار توزر و باريس.
و لفت مدير السياحة الصحرواية الى وجود لجنة على مستوى وزارة السياحة تنعى بالنظر في السبل الكفيلة لاعادة فتح و تأهيل الوحدات السياحية و التي تم اغلاقها سابقا مع تشجيع الاستثمارات الجديدة برؤية مغايرة تحترم اكثر مفهوم السياحة البديلية و المستدامة .
و اشار مهدي الحلوي الى ان السياحة الصحراوية و الواحية قادرة على تغير نوعية السائح الوافد الى تونس ، كما بامكانها كذلك التمديد في فترة الموسم السياحي المحلي باعتبار و أنه يمتد في الصحراء من شهر ديسمبر الى غاية شهر ماي .
و تحدث في ذات السياق عن ان الصحراء التونسية تحتوي على فسفساء ثقافية و طبيعية و تراثية تجعل كل منطقة منها مختلفة عن الاخرى مشيرا الى عملهم على التأسيس لمنطقة سياحية صحراوية متكاملة و متواصلة .
من جهته دعا وزير السياحة والصناعات التقليدية، محمد المعز بلحسين، الى التعجيل بالربط الجوي لمطار توزر – نفطة الدولي بالخطوط الدولية وتعزيز ربط مطاري قفصة – القصر وقابس – مطماطة الدوليين بالخطوط الداخلية، معتبرا و انه لا يمكن تطوير وجهة سياحية في ظل غياب النقل الجوي.
و دعا بلحسين، الفاعلين في القطاع بالاشتغال على الترويج السياحي مع انطلاق موسم السياحة الصحراوية والواحية وحوكمة برمجة المهرجانات ذات الاشعاع الدولي والقطاع بصفة عامة ، علاوة على حوكمة هياكل تصرف الوجهة والاشتغال على تمركزها بالجنوب التونسي وبناء شبكة موحدة تجمع مختلف الفاعلين في القطاع لوضع برامج تسويقية وخطة وطنية مشتركة لتنمية التراث المادي واللامادي بالجهة.
وافاد ان الوزارة تعمل على مراجعة النصوص التشريعية المتعلقة بمكونات المنتوج السياحي الصحراوي بالجنوب نظرا لخصوصيته مع تطوير محطات ومسالك سياحية مندمجة ومستدامة، فضلا عن تركيز وتطوير نقاط استراحة بها والارتقاء بالتشريعات المتعلقة بالإيواء السياحي البديل لا سيما بمناطق التحجير مع اعادة تقييم عناصر البرمجة والدعم.