تونس-افريكان مانجر
تعيش تونس في السنوات الأخيرة عدة أزمات منها السياسية و الاقتصادية لتضاف إليها أزمة فلاحية تهدد الأمن الغذائي المحلي من جهة و الوضع المالي من جهة أخرى .
و يتحدث عدد من المختصين في المجال الزراعي منذ بداية السنة الحالية 2021 عن أزمة حقيقية سيشهدها قطاع زراعة الحبوب في تونس حيث من المتوقع ان يتراجع المحصول من هذه المادة هذا الصيف الشئ الذي سيساهم في مضاعف حاجة البلاد إلى مزيد استيراد مادة القمح اللين بالعملة الصعبة لسد الحاجيات الغذائية من الخبز تحديدا.
و في هذا السياق ، أكد مدير الإنتاج الفلاحي عبد الفتاح سعيد ، أن قطاع إنتاج الحبوب يخضع بالأساس إلى 3 عوامل هامة تتحكم “في ما يعرف “بالصابة ” ، أول هذه العناصر هو المناخ (الأمطار) بنسبة 50 بالمائة و ثانيها مادة الامونيتر و ثالثها المداواة.
و قال المسؤول بوزارة الفلاحة في تصريح” لافريكان مانجر ” أن مادة الامونيتر هامة للإنتاج لكنها ليست بالأساسية ، معتبرا انه في حالة نزول الغيث الوفير خلال هذا الشهر (فيفري) و الشهر القادم مارس فان الانتاج سيكون عادي و لن يكون هنالك أي تراجع بحسب تقديره .
و توقع ذات المصدر ان يتم خلال الأيام القادمة عودة العمل للمجمع الكيميائي الى سالف نشاطه السابق فذلك سيمكن الفلاحة من كميات اكبر من مادة الامونيتر بالإضافة إلى الكميات الموردة مؤخرا .
هذا و كان الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري قد اطلق صيحة فزع على لسان مكلفه بالاعلام، انيس الخرباش، بسبب إشكالية” النقص الفادح والمقدر ب60 بالمائة من الاحتياجات من مادتي ثاني امونيوم الفسفاط « د.أ.ب » والامونيتر، والذي بات يهدّد جدّيا موسم الحبوب وبقية المواسم الفلاحية “.
وأشار خرباش في تصريح لو% 9الة الأنباء الرسمية ، إلى أن توفير 40 بالمائة، فقط، من احتياجات الفلاحين من مادة « ثاني امونيوم الفسفاط »، خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2020 وعدم تجاوز نفس النسبة من الامونيتر حتّى اليوم، اي زهاء 90 ألف طن، سيتسبب في تراجع الإنتاج الوطني من الحبوب الى نسب ضعيفة جدا وسيدفع تونس الى استيراد كميات اكبر من الحبوب بالعملة الصعبة تتجاوز الـ60 بالمائة التي يقع توريدها سنويا.
واستغرب عدم تلبية احتياجات الفلاحين من مادة « د.أ.ب »، في وقت أقدم المجمع الكيميائي التونسي، في نفس الفترة، على تصدير أكثر من 410 ألاف طن في حين لا تتعدى احتياجات كل المواسم الفلاحية الـ200 الف طن.
هذا و وردت تونس، منذ مطلع 2020 والى غاية اوت 2020، زهاء 2210 الف طن من الحبوب بقيمة 1494,5 مليون دينار اي بزيادة بنسبة 21،21 بالمائة مقارنة بسنة 2019، وفق بيانات أوردها المرصد الوطني للفلاحة.
من جهة اخرى أفاد تقرير عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) بأن واردات تونس من الحبوب للموسم المقبل ستزداد بنسبة 20 في المائة مقارنة مع الموسم السابق، لتصل إلى حوالي 3.8 مليون طن.