تونس-افريكان مانجر
وصف الناطق الرسمي باسم التحالف الديمقراطي،محمد القوماني ما حدث اليوم،الاثنين 17 ديسمبر الجاري في سيدي بوزيد خلال الاحتفال الرسمي لإحياء الذكرى الثانية للثورة ورمي الوفد الوزاري الذي ترأسه رئيس الجمهورية ورئيس المجلس الوطني التأسيسي بالحجارة والطماطم، وصفه بالعمل الخطير والمرفوض والمسيء للولاية و لمتساكنيها وتوقع أن تكون عواقبه وخيمة على الجهة.
وشرح أنه على الرغم من تفهم الحرمان والتهميش التي تعاني منهما المنطقة،فإن ما أقدم عليه بعض أهالي سيدي بوزيد ستكون عواقبه وخيمة على الولاية نفسها والتي لم تعرف حسب قوله استقرارا منذ اندلاع الثورة في تونس،حيث ان مثل هذه التصرفات ستزيد من عزلة المنطقة وسيتردد المستثمرون من التوجّه اليها وإحداث المشاريع بها، وفق ترجيحه، كما اعتبر أن ما حصل اليوم سيجعل الجهات الرسمية والأطراف الحكومية نفسها تنفر منها وتضطر لعدم زيارتها، وفق تعبيره.
وفي نفس السياق،عبّر الناطق الرسمي باسم التحالف الديمقراطي في تصريح ل”أفريكان مانجر” عن أسفه لحلول مثل هذه الحادثة في الوقت الذي تشهد فيه الساحة السياسية انقساما وتراجعا في المواقف من حيث تبني الثورة نفسها.
وأضاف: “إن التونسيين لم تتوفر لهم بعد و منذ اندلاع الثورة فرصة للتعبير عن التفافهم حول هذه الثورة،إذ أن معالم الانقسامات لم تختف في كل مرّة و الخطير في نظري أن تكون النتائج غير الايجابية التي سجّلتها حكومات ما بعد الثورة بما في ذلك الحكومة الحالية دافع قوي الى الحنين الى الماضي،فالناس وللأسف لا يفرّقون بعد بين مكاسب الثورة في مجال التخلص من رموز الفساد والاستبداد وإطلاق الحريات وغيرها وبين تعثّر المسار الانتقالي لمطالب الثورة الاجتماعية وفي مقدّمتها التنمية والتشغيل”وفق تعبيره، مضيفا أن التجاذبات بين الحكومة والمعارضة لم تساعد أبدا على إجلاء الصورة حتّى يفهم المواطنون سلّم الأولويات.
مهاجمة الرئيسين
وكان متظاهرون هاجموا بالحجارة الرئيس التونسي المنصف المرزوقي ورئيس البرلمان مصطفى بن جعفر اليوم الاثنين خلال احتفالات في سيدي بوزيد بالذكرى الثانية للثورة التي اطلقت شرارة “الربيع العربي”، وفق تقارير إعلامية
وكان المرزوقي ورئيس الجمعية التأسيسية توجها الى هذه المدينة المهمشة اقتصاديا لاحياء ذكرى اضرام محمد البوعزيزي النار بنفسه.
وذكر صحافي من وكالة فرانس برس ان المتظاهرين رشقوا المرزوقي بالحجارة بينما كان بن جعفر يحاول القاء كلمته امام حوالى خمسة آلاف شخص تجمعوا في الساحة التي شهدت حادثة البوعزيزي.
وقامت قوات الامن باجلاء المسؤولين الى مقر الشرطة وسط هتافات المتظاهرين “الشعب يريد اسقاط الحكومة” و”ارحل ارحل”، قبل ان يتقدموا باتجاه المنصة.
لكن لم يحصل صدام بين المتظاهرين وعناصر الشرطة في المكان.
وطلب المرزوقي في كلمته التي قوطعت بالصفير عدة مرات، من التونسيين التحلي بالصبر.
وقال المرزوقي ان “الحكومة لا تملك عصا سحرية لتغيير الامور. انها تحتاج الى الوقت لانهاء ارث خمسين عاما من الديكتاتورية”، وفق نفس المصادر.
ولم يحضر رئيس الوزراء حمادي الجبالي الاحتفالات بسبب اصابته بالانفلونزا، وتفيد مصادر ان الجبالي تعمد عدم الذهاب إلى سيدي بوزيد اليوم لأنه غير مرغوب فيه.
شادية