تونس-افريكان مانجر
بدأ موضوع النقاب يطفو من جديد في الشارع التونسي،سيما و قد أعلنت وزارة الداخلية في أكثر من مناسبة عن ضبطها لعنصر إرهابي أو أحد المشبوه فيهم و المطلوبين للعدالة و هم في حالة تخفّ باستعمال النقاب.
و قد عبّر البعض عن مخاوفهم من استعماله لتهديد الأمن الداخلي و زعزعة استقرار الوطن،و كان آخرها أن تحدث بعض شهود عيان أن إرهابيي روّاد و برج الوزير استعملوا النقاب للتخفي و التنقلّ بكلّ حرية قبل أن تتمّ مداهمتهم الأسبوع الماضي من طرف قوات الأمن و إحباط مخططاتهم الإرهابية.
الأمن و الإرهاب
و حول هذا الموضوع إتصلت “افريكان مانجر”بالناطق الرسمي باسم الاتحاد الوطني لنقابات قوات الأمن الداخلي عماد بالحاج خليفة فأفادنا أنّه من الوارد جدّا أن تعتمد العناصر الإرهابية النقاب للتخفي خاصة و أن وزارة الداخلية حدّدت هوية البعض منهم،غير أنّ مسألة الحديث عن منع النقاب ستخلق إشكالا كبيرا.
كما أكد أنّ الوحدات الأمنية تواجه بعض الإشكاليات في ظلّ رفض المنقبات الكشف عن وجوههن و اعتبار ذلك شكلا من أشكال المسّ بالحريات الشخصية و الحال أنّه يتوجب على الأمنيين التثبت من هوية الأشخاص.
و على هذا الأساس فقد أشار محدثنا إلى أنّ وحدات الأمن تتعامل مع الموضوع بكلّ مهنية و حرفية و لا تطلب الكشف عن الوجه إلا في الحالات التي يُستراب فيها مُؤكدا أنّ المصلحة العامة فوق كلّ اعتبار.
و إجمالا أكد عماد بالحاج خليفة أنّ الإرهاب مازال قائما في تونس مشيرا إلى أنّ المعلومات الأمنية تُؤكد أن العديد من الخلايا النائمة ستحاول ردّ الفعل و الانتقام للضربات الموجعة التي تلقتها عناصرهم الإرهابية،و عليه فإنّ الوحدات الأمنية في حالة يقظة مستمرة قصد التصدي لكل ما من شأنه أن يُهدد أمن البلاد و العباد.
حسن العبيدي:في هذه الحالات يُمنع النقاب
و في السياق ذاته أوضح إمام جامع الزيتونة حسن العبيدي “افريكان مانجر” أنّه يحق للحكومة التونسية منع النقاب حتى لا يتسنى للإرهابيين و العناصر الإجرامية استغلاله لتنفيذ مخططاتهم.
و أكد الشيخ العبيدي أنّ النقاب لم يرد في النصّ القرآني،و بالتالي فمن حقّ الدولة إذا رأت فيه مساسا بالأمن العام و تهديد المجتمع أن تمنعه في الأماكن العامة. و قال إمام الجامع الأعظم إنّ دفع المضرّة أولى من جلب المصلحة، مُضيفا أنّه إذا أصبح النقاب ذريعة لحمل السلاح و الإجرام و التفجير فإنّه يتوجب التنصيص على منعه.
رفض التهويل
و في الوقت الذي عبرت فيه بعض الأطراف عن مخاوفها من أن تكون ظاهرة النقاب ذريعة لضرب استقرار تونس و ترهيب المواطنين،فقد دعا مراقبون للشأن السياسي الداخلي إلى عدم تهويل المسألة خاصة و أنّ الحالات المسجلة في هذا الإطار محدودة و لم تصل بعد مرحلة الظاهرة على اعتبار أنّ من أراد التخفي قد يلجأ أيضا إلى ارتداء اللباس التقليدي التونسي”السفساري”.
بسمة المعلاوي