تونس-افريكان مانجر
من المنتظر ان تعقد حركة النهضة يوم الأحد المقبل الموافق للرابع من شهر اكتوبر 2020 أيامها البرلمانية حيث ستشهد انتخاب رئيس جديد للكتلة بعد إعلان رئيسها الحالي نور الدين البحيري عدم الترشح .
و بحسب ما أعلنه القيادي و النائب عن حركة النهضة سمير ديلو في حوار لراديو ماد فان المرشحان هما كل من عماد الخميري و فتحي العيادي .
و يمثل المرشحان شقان متضاربان في الآراء داخل الحركة الإسلامية التونسية حيث يمثل العيادي شق ” ما بات يعرف بمجموعة الـ100 قيادي والتي كانت قد وجهت مؤخرا رسالة لمؤسس النهضة راشد الغنوشي تطالبه فيها بعدم الترشح لرئاسة الحركة، اما الخميري فيمثل الشق المناصر لرئيس الحركة الحالي و من مناشدين له للبقاء على رأسها .
في السياق ذاته أكد وزير الصحة السابق عبد اللطيف المكي في تصريح اعلامي سابق بأن الرسالة المتداولة لراشد الغنوشي التي رد فيها على “عريضة 100” من قيادات الحركة التي تطالبه بعدم الترشح لرئاسة الحزب في المؤتمر القادم صحيحة
وقال أن العريضة أبرزت حجمها السياسي الحقيقي خاصة في ظل تمتعها بغطاء سياسي متين من أبناء الحركة الذين وقفوا على حقيقة موقف رئيس الحركة من موضوع التداول على رئاسة الحزب
وأكد المكي أن في عدم تجديد الغنوشي لترشحه لرئاسية أخرى هو ليس من منطلق قانوني فقط وإنما تقييم للحصيلة التي اعتبرها تعاني من إشكالات عديدة على غرار قضية الاستقرار في الخط السياسي
ورجح المكي أن السيناريو الوحيد الذي سيرتفع فيه منسوب الانشقاق داخل الحزب هو تمسك رئيس الحركة بتعديل القانون وتأجيل المؤتمر الذي من المنتظر أن يقام نهاية 2020.
ويذكر أن “عريضة 100” المعنونة بـ “مستقبل النهضة بين مخاطر التمديد وفرص التداول”، أمضتها قيادات وازنة داخل الحركة تتوزع بين مجلس الشورى والمكتب التنفيذي ونواب الكتلة، على غرار عبد اللطيف المكي ونور الدين العرباوي وفتحي العيادي وسمير ديلو
و ينص الفصل 31 من النظام الداخلي لحركة النهضة على أنه “لا يحق لأي عضو أن يتولى رئاسة الحركة لأكثر من دورتين متتاليتين».
ووجه الرافضون للغنوشي لائحة موقعة طالبوه فيها بـ “إعلان عدم تجديد ترشحه لرئاسة الحركة”، من أجل تكريس مبدأ التداول القيادي وتوفير شروط نجاح المؤتمر القادم.
ويترأس الغنوشي حركة النهضة منذ عام 1981، عبر مؤتمرات انتخابية يري العديد من المتابعين أنها “كانت صورية لا تخضع لمقاييس الانتخابات الديمقراطية.”
وكان الغنوشي قد أسس عام 1972 حركة “الاتجاه الإسلامي”، قبل أن تتحول إلى “النهضة” مطلع الثمانينيات.
وشهدت الحركة بالسنوات الأخيرة، استقالات وازنة بصفوف قياداتها، مثل عبد الفتاح مورو (الرجل الثاني في الحركة)، وعبد الحميد الجلاصي، وحمادي الجبالي، وجميعهم من أبرز القيادات التاريخية لإخوان البلاد.