تونس- افريكان مانجر
أورد الديوان الوطني للسياحة حول السياحة في شهر جانفي 2016 آخر المؤشرات الخاصة بالقطاع، وجاء فيها أنّ مداخيل القطاع السّياحي تراجعت بـ50 بالمائة مقارنة بشهر جانفي 2015 كما تراجعت الليالي المقضاة بـ 46.5 بالمائة مقارنة بنفس الفترة.
ورغم أنّ شهر جانفي يمثّل أقل من %4 من مجموعة السنة السياحية ولكن هذا التراجع الحاد يؤشر على سنة صعبة للغاية لقطاع حيوي كالسياحة، وينبئ بأزمة على مستوى هذا القطاع.
أرقام منطقية ومتوقعة
وتعليقا على هذه الأرقام، قال وجدي بن رجب الخبير الاقتصادي في تصريح لأفريكان مانجر إنّ هذه الأرقام عادية ومنطقيّة ومتوقّعة، حيث أنّ العمليّة الارهابيّة لسوسة كانت حاسمة ونهائيّة بالنّسبة للسيّاح الأجانب والدّليل أنّ الدّول التي تعتمد تونس وجهة سياحيّة لم تفتح المجال مجدّدا للسياحة التّونسيّة.
وأضاف نفس المصدر أنّ الأزمة السّياحيّة لم تعد وطنيّة بل أصبحت اقليميّة، حيث أنّ الوضع الأمني المضطرب في ليبيا ومصر وارتفاع وتيرة الارهاب أثّر على المنطقة ككلّ، مبرزا أنّ المغرب المستقرّة أمنيّا تراجعت سياحتها في الفترة الأخيرة بسبب الاضطرابات في البلدان المجاورة لها.
وفي سياق متّصل، قال محدّثنا إنّ تونس اليوم تدفع في ضريبة الارهاب، خاصّة بعد وصوله إلى العاصمة واستهدافه لحافلة الأمن الرّئاسي بشارع محمّد الخامس، مبيّنا أنّه بهذه العمليّة الارهابيّة، تضاعفت مخاوف السّياح من امكانية استهداف الفنادق وسط العاصمة، الشّيء الذي عمّق الأزمة السّياحيّة وزاد الطّين بلّة.
إصلاح جذري
من جهة أخرى، أوضح وجدي بن رجب أنّ الأزمة السيّاحيّة في تونس بالأساس تتمثّل في الإرهاب في حين تمثّل هزالة المنتوج الثّقافي السّياحي السبب الثّاني في تراجع القطاع السيّاحي، حيث مازالت سياحتنا إلى حدّ اليوم مقتصرة على السياحة الشّاطئيّة والفندقيّة ولم نرتق بعد إلى سياحة ثقافيّة تدفع السّائح إلى زيارة المعالم الأثريّة والثّقافيّة والأسواق… وصرف أموالها على حدّ تعبيره.
ومن هذا المنطلق، دعا الخبير الإقتصادي إلى ضرورة التّعجيل في مراجعة القطاع السّياحي وإصلاح جذري لكامل المنظومة وايجاد رؤية ناجعة لتطوير هذا القطاع وصناعة منتوج جيّد ومتطوّر يتماشى مع المرحلة القادمة ويستجيب للمواصفات المعمول بيها في مختلف بلدان العالم النّاجحة في المجال السّياحي.