تونس-افريكان مانجر
حذر تقرير لمعهد واشنطن للدراسات من المرحلة الحالية لعودة المقاتلين الأجانب إلى ديارهم مما يعرف “بالجهاد “في سوريا، مؤكدا بان هذه المرحلة” لا تعتبر سوى نهاية البداية “.
وأكد التقرير أن “الشبكات الجديدة من المقاتلين الناتجة عن التجربة سورية “لن تبقى صامتة في السنوات المقبلة و سيدفعون إلى خلق مناطق نفوذ، أو دول إسلامية، في بلدانهم الأصلية.
و اظهر التقرير أن إمكانية بقاء عدد كبير من هؤلاء المقاتلين في سوريا احتمال وارد بالإضافة إلى إمكانية انتمائهم إلى “الدولة الإسلامية بالشام و العراق ” او ما يعرف بتنظيم داعش بعد إعلان الخلافة الإسلامية .
و لم ينفي التقرير ذاته تورط عدد من “المقاتلين “العائدين الى بلدانهم على غرار بلجيكا، ومصر وليبيا، وتونس، وتركيا,في العمليات الإرهابية وقعت مؤخرا فهذه البلدان .
460 تونسي عائد من سوريا منذ بداية الحرب
و بحسب الجهات الرسمية و الممثلة في وزير الداخلية لطفي بن جدو فإنه قد تمّ منع 8750 تونسيا من السفر إلى سوريا , من بينهم 460 فردا عادوا بعد أن حازوا على التمرّن على فنون القتال وعبر بن جدو عن “التخوف التونسي الكبير” من عودة هؤلاء المجاهدين من بؤر التوتر في سوريا، بعد تلقيهم لتدريبات عسكرية.
1087 قضية ضد التسفير إلى سوريا
وقال بن جدو في السياق ذاته إنه تم خلال سنة 2013 رفع 1087 قضية ضد شبكات تسفير الشباب التونسي إلى الخارج، منهم 911 مورطا موقوفا مقابل 2044 قضية هذه السنة منهم عناصر ضالعة تنتمي إلى شبكات في هذا الاختصاص موجودة في بن قردان والوسط وتونس وبنزرت، فضلا عن تسجيل خلال الخماسي الأول من سنة 2014 تسجيل رفع 678 قضية إرهابية مورطا فيها 945 عنصرا موقوفا .
تونس تتصدر قائمة المقاتلين
في سياق متصل ذكر تقرير أعده مركز ‘سوفان غروب’ الأمريكي للدراسات الإستراتيجية أن المقاتلين التونسيين يتصدرون عدد المقاتلين في سوريا بأكثر 3 ألاف مقاتل ، بينما احتل السعوديين المرتبة الثانية و يليهم المغاربة بـ1500 مقاتل و الجزائريون بـ200.
و المثير للانتباه أن أغلبيّة المقاتلين التونسيين من الذي سافروا إلى سوريا ينتمون أغلبهم إلى مدن الجنوب التونسي و خاصة منها الحدودية مع ليبيا باعتبار أن عددا من التقارير أثبتت أن عملية تجنيد هؤلاء تتم في ليبيا ثم يتم نقلهم للحدود التركية لدخول الأراضي السورية .
فروع لداعش في المغرب العربي
من جهة أخرى حذرت مؤسسة ”راند” الأمريكية، من تخطيط ”داعش” لنقل أنشطته نحو منطقة المغرب العربي. وقد أصدرت المؤسسة تقريرا ركزت فيه على الإرهاب في شمال إفريقيا ونصحت بتكثيف التنسيق الأمني بين الإدارة الأمريكية ودول شمال إفريقيا لمواجهة تحركات التنظيمات المتطرفة، ومن بينها مخططات ”داعش” في المنطقة.
ويشار إلى أن مؤسسة ”راند” الأمريكية تعتبر أهم مركز للدراسات الإستراتيجية في العالم، وتقدم الاستشارة للسلطات الأمريكية في مجال الدفاع والخارجية ومكافحة الإرهاب والعلوم.
إستراتجية قانونية للتصدي لخطر الإرهاب
و لا يزال الجدل السياسي قائماً في تونس بشأن بلورة إستراتيجية وطنية لمحاربة الإرهاب خاصة و أن القانون الجديد الإرهاب لم يتم إلى حد الآن المصادقة عليه من قبل أعضاء المجلس الوطني التأسيسي في ظل تنامي كبير لظاهرة التشدد الديني و “الجماعات التكفيرية في تونس ” و في ظل التدهور الأمني لدول الجوار خاصة منها ليبيا .
و في مقابل جمود السلطات التونسية تجاه هذه الوفود “الإرهابية ” فإن عديد الدول التي تورّط عدد من مواطنيها في ما يسمّى بالجهاد في سوريا مطالبة باتخاذ عديد الإجراءات تحسّباً لعودتهم و ذلك على غرار بريطانيا و المملكة السعودية و فرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية .
مها قلالة