تونس-افريكان مانجر
رجح مراقبون أن تنظيم أنصار الشريعة المحظور بتونس يعتمد في سياسيته الإعلامية على التضليل و المراوغة و خاصة تلك المتعلقة بياناته سواء منها الموجهة لأنصاره أو للشعب التونسي أو للسلطات الأمنية .
وجاء ذلك تعليقا على ما نشرته إحدى الصفحات المساندة لتنظيم أنصار الشريعة التونسي تحت مسمّى “أهل التوحيد بسليانة ” التي أصدرت بيانا توضيحيا تحت عنوان “كَشْفُ القِنَاعِ عَنْ مَشْرُوعِيَّةِ غَزوَة أوْلَادْ مَنَّاعْ ” حيث اكد فيه كاتب البيان “أبي سعد العاملي المجاهد ” ان تنظيم أنصار الشريعة المحظور هو من قام بعملية “أولاد مناع الإرهابية ” بولاية جندوبة و الذي قتل فيها ثلاثة عناصر من الحرس الوطني و مواطن تونسي .
إستراتجية إعلامية
و اعتبر في هذا السياق الخبير الأمني و العقيد السابق بالحرس الوطني ,علي الزرمديني ,أن الإستراتجية الإعلامية لتنظيم أنصار الشريعة تعتمد على ” التضليل” بعدم إفصاحه علنا بتورطه في العمليات الإرهابية الا انه بعد إعلانه كتنظيم إرهابي رسميا من قبل تونس و الولايات المتحدة الأمريكية فقد تغيرت خطته الإعلامية و أصبح يعمل عن طريق “أنصاره الافتراضيين ” للتواصل مع الشعب التونسي و مع أتباعه.
رسالة مشفرة لأنصاره
و اعتبر الخبير الأمني” علي الزرمديني “في تصريح لافريكان مانجر أن مثل هذه الرسائل تمثل رسائل مشفرة لأتباع التنظيم من جهة و لإرباك “العدو ” من جهة أخرى مشيرا ان هذه الرسالة تعمل على الرفع من معنويات “الخلايا النائمة لهذا التنظيم بعد الضربات التي تلقتها ” و بحثها على بداية العمليات النوعية” بحسب تعبيره .
و للإشارة فقد توعد كاتب نص البيان المذكور سابقا “الشعب التونسي “بهجمات جديدة ” من طرف أنصار الشريعة و قال بأن “هذه الغزوة )عملية أولاد مناع ( تدل على أن الموحدين جاهزون لأداء فريضة الجهاد ضد طواغيت الحكم وجنودهم المرتدين، وهم يتحينون الفرص المناسبة لتؤتي ثمارها المنتظرة
جماعات متمرسة في “الإرهاب الافتراضي ”
و قال نفس المتحدث أن الجماعات الإرهابية في تونس ومنها تنظيم أنصار الشريعة يعتمد كثيرا على “ما يسمى بالإرهاب الافتراضي ” للتخاطب مشيرا إلى آن الشبكات الإرهابية التونسية هي الأفضل في استعمال هذا المجال الافتراضي لما في هؤلاء الإرهابيين من خبراء و من مهندسين في مجال الإعلامية.
و شدد الخبير الأمني على أن “هذه الحرب المعلوماتية ” تتطلب متابعة المصالح الفنية لها و التجند لها بكل التقنيات الحديثة” .
السكوت علامة اقرار
و يتساءل عدد من المراقبون حول حقيقة السكوت الإعلامي “لتنظيم أنصار الشريعة ” تجاه هذا البيان المنشور من “قبل صفحة أهل التوحيد بسليانة ” من جهة و اتهامه من قبل الداخلية بالضلوع في كل العمليات الإرهابية التي وقعت في تونس بداية باغتيال السياسي شكري بلعيد إلى أحداث جندوبة الأخيرة , في مقابل أن زعيمه أبو عياض التونسي قد قال في بداية ظهوره الإعلامي بان التنظيم لا “يعتبر تونس أرضا للجهاد ”
و بالعودة إلى أول جواب له بعد تصنيفه رسميا كتنظيم إرهابي من قبل السلطات التونسية و باتهامه علنا بالضلوع في “الأحداث الإرهابية بالشعانبي ” فان هذا التنظيم لم ينفي و لم يقر في بيان رسمي له صحة ما نسب إليه من اتهامات .
هذا مما جعل عدد من المراقبين يعتبرون ان عدم تطرق تنظيم أنصار الشريعة لمسألة اتهامه الأساسية “أي بالإرهاب ” نوعا من الإقرار الضمني بتورطه في هذه المسألة .
و حتى بالرجوع إلى أخر رسالة لهذا التنظيم نشرته مؤسسة البيارق الإعلامية الجناح الإعلامي لأنصار الشريعة في تونس يوم الاحد الماضي 23 مارس 2014 ” قالت انها لزعيم تنظيم انصار الشريعة في ابي عياض، فانه لم يذكر لا ضمينا و لا علنا مسألة تورطه في العمليات الإرهابية ا مما يجعل الجميع يستنتجون ضلوعه حقيقة في هذه العمليات و أن الأيام القادمة ستشهد فيها تبني للعمليات الإرهابية التونسية .
أول تنظيم لا يتبنى العمليات الإرهابية
و عادة ما تقوم الجماعات أو التنظيمات الإرهابية المعروفة دوليا باعلان مسؤوليتها عن أي عملية تتبناها أو تعترف بها في الهجمات الإرهابية التي تقوم بها إلا ان “التنظيم السلفي الإرهابي التونسي ” و الذي نسبت له الداخلية التونسية كل العمليات الإرهابية لم تتبنى و لم تعلق على أي عملية نسبت إليه رغم ما عرف به من “قربه من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي ” و الذي من تقاليده الإعلان عن أي عملية يقوم بها .
مها قلالة