تونس- افريكان مانجر
توقع مراقبون “ان تشهد العلاقات التونسية الفرنسية في المرحلة القادمة ” برودا ” بعد تعيين رئيس وزراء فرنسي جديد “إيمانويل فالس” و الذي عرف “بحساسيته ” تجاه الاسلاميين ومن التيارات الاسلامية في العالم العربي عامة في الوقت الذي يتوقع فيه مشاركة حركة النهضة الاسلامية الحكم في تونس في الانتخابات المقبلة.
و للإشارة فإن مانويل فالس هو مواليد برشلونة سنة 1962، حصل على الجنسية الفرنسية سنة 1982 وانتسب الى الحزب الاشتراكي منذ كان في الـ17 من عمره، وعين وزيراً للداخلية في 16 من شهر ماي سنة 2012. وهو يعتبر من يمين الحزب الاشتراكي ومتخصص في الموضوعات الامنية.
علاقة متوترة مع النهضة منذ توليه الداخلية الفرنسية
و قد بدأ موقف فالس يظهر تجاه للحركات الاسلامية عقب عملية الاغتيال التي تعرض لها الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد شكري بلعيد في عهد حكومة النهضة الاولى حيث اعتبر فى تصريح اعلامي كوزير للداخلية الفرنسية وقتها أن تونس لم تعد نموذجا يحتذى في بلدان الربيع العربي.
و لم يكتفي فالس بهذا التصريح بل اضاف في تصريح ناري اخر و في هجوم جديد على حركة النهضة الاسلامية أن هذه الحركة تكرس “فاشية إسلامية صاعدة” و انها تمارس العنف المرتكب بإسم الاسلام الراديكالي، مشددا على ضرورة محاربة هذا العنف .
حركة النهضة مستاءة من تعيين فالس
و لم يخف عدد من قيادات حركة النهضة استياءهم من تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي الجديد حيث عبر رئيس الحركة راشد الغنوشي عن استيائه من تصنيف فالس لحركة النهضة والإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة في نفس السلة منتقدا تصريحاته التي اعتبر فيها ان حركة النهضة حركة “تؤسس لفاشية اسلامية
من جهته عبر رئيس الحكومة السابقة و القيادي بحركة النهضة حمادي الجبالي عن استيائه من تصريحات “إيمانويل فالس” بخصوص الحركة .
و للاشارة فان حكومة النهضة قد حكمت تونس لمدة ثلاث سنوات عبر ترؤسها كل من حكومة الترويكا الاولى و الثانية كما انها تمثل في تونس حزب الاغلبية كما يعتبر مراقبين انها ستصعد من جديد في الانتخابات القادمة بعد ان فازت في انتخابات 23 اكتوبر 2011 بنسبة 41 بالمائة و تحصلت على 90 مقعد بمجلس النواب التونسي من جملة 217 مقعدا.
فالس “الرجل الخطير ”
و يعرف إيمانويل فالس بأنه من المحسوبين على التيار اليميني داخل الحزب اليساري الاشتراكي، مما جعل زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن تصفه بالرجل “خطير” مشيرة الى انه لا يحترم الحريات الفردية والعامة وتعيينه بمثابة “تغيير سياسي جذري بحسب تعبيرها .
و اعتبر متتبعو الشأن التونسي ان شخصية “فالس ” المتعصبة تجاه المهاجرين في فرنسا و الحركات الاسلامية سيتسبب في عرقلة “التحسن الذي شهدته العلاقات التونسية الفرنسية ” في المدة الاخيرة .
و يظهر تحفظ الحكومة الفرنسية على “حركة النهضة الاسلامية ” من خلال عدم زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تونس بعد الثورة الا بعد حوالي السنتين في اشارة الى تحفظه الكبير على حكومات “حركة النهضة المتتالية “.
في هذه الأثناء فإن هناك ارتباطا كبيرا تونس اقتصاديا و تاريخيامع بفرنسا التي تولي اهتماما كبيرا بالشأن الداخلي و السياسي لكل من تونس و الجزائر .
ازمة بين هولاند و فالس
في سياق متصل حذرت بعض الصحف الفرنسية من إمكانية نشوب نزاعات بين رئيس الجمهورية، فرنسوا هولاند ورئيس حكومته، إيمانويل فالس باعتبار أن هذا الأخير له شخصية قيادية متميزة وسبق له أن عبّر عن طموحه في الجلوس على كرسي الرئاسة، ما يجعله يستغل فرصة رئاسته للحكومة لتحقيق هذا الهدف، وما من شأنه خلق منافسة مباشرة مع الرئيس بدلا من التعاون على تجاوز الأزمة.
مها قلالة