تونس- افريكان مانجر
تتموقع تونس كبلد رائد في انتاج زيت بذور التين الشوكي، وهي اليوم الدولة المصدرة الأولى لهذا المنتوج في العالم، وفقا لما أكدته الباحثة ابتهال بن الحاج مبارك وهي أيضا صاحبة مشروع لتثمين التين الشوكي البيولوجي والنباتات الطبية والعطرية التونسية.
وأكدت في تصريحات إعلامية على هامش مشاركتها في صالون الابتكار في الصناعات التقليدية المنعقد بقصر المعارض بالكرم من 10 الى غاية يوم 19 مارس 2023، أنّ انتاج لتر واحد من زيت “الهندي” يتطلب نحو 1,5 طن من مادة التين الشوكي.
وأضافت المتحدثة ان زيت التين الشوكي يمتاز بمحتواه الغني بالفيتامينات والمعادن والتي تُستعمل لأغراض تجميلية، كما تحدثت عن السعي أيضا لتثمين زيت “القضوم” والذي يُنتج بصفة خاصة في مناطق الشمال الغربي مشيرة أيضا الى ان هذا الصنف من الزيوت الغير معروف لدى العديد من التونسيين فوائده عديدة للصحة والمسائل التجميلية.
ولفتت الى أنّ تثمين زيت “الهندي” و”القضوم” من شأنه أن يوفر مواطن شغل إضافية ويساهم في خلق التنمية بالمناطق الداخلية.
وقد اصبح لزيت بذور التين الشوكي البيولوجي التونسي، مواصفة تونسية خاصة به وهي “ن – ت: 118-152 (2021)، لتكون تونس بذلك اول بلد في العالم والوحيد الذي ضبط مواصفات تحدّد خصائص هذا الزيت الثمين، وهو ما يعكس الأهمية الممنوحة لهذا المجال الهام.
وبذلك تتموقع تونس كبلد رائد في انتاج زيت بذور التين الشوكي وكذلك كضمان جودة لهذا المنتج التجميلي الذي يجد اقبالا لافتا عليه.
ويتجاوز سعر اللتر الواحد من زيت بذور “الهندي” 1200 دينار، ويعزى ارتفاع الاسعار الى الكميات الكبيرة من المواد الاولية التي يتطلبها انتاج لتر واحد، والذي يتطلب اكثر من 1 طن من “التين الشوكي” للحصول على 35 كلغ من بذور التين الشوكي.
ويُبشر قطاع زيت بذور التين الشوكي يبشر بمستقبل واعد وبامكان تونس اقتحام العديد من الاسواق الخارجية وتوفير مواطن شغل اضافية.
يُعدّ هذا القطاع رافد من روافد التنمية الجهوية في الولايات الأقل حظا حيث تتوفر تونس على مساحات هامة من التين الشوكي تقدر بنحو 600 الف هكتار وهي متواجدة اساسا بالوسط، وينشط في القطاع نحو 55 ألف فلاح.
وبلغ عدد المؤسسات التحويلية خلال سنة 2021 اكثر من 55، مقابل 5 مؤسسات صغيرة ومتوسطة وناشئة خلال سنة 2014، فيما يُنتظر ان يرتفع العدد إلى نحو 70 وحدة صناعية مع حلول العام القادم.