أفاد المسح الميداني الأخير حول مناخ الأعمال الذي يقوم به معهد الاقتصاد الكمى سنويا لعينة من المؤسسات الناشطة في قطاع الصناعات و الخدمات أن مؤشر التمويل و مؤشر البنية الأساسية قد انخفضا خلال سنة 2007 مقارنة بسنة 2006 مقابل محافظة بعض المؤشرات المكونة لمناخ الأعمال على نفس مستواها و تسجيل تطور طفيف لعناصر أخري كالمواد البشرية و الإجراءات الإدارية و النظام القضائي و الأعباء الاجتماعية.
و يعود الانخفاض المسجل فى مؤشر البنية الأساسية فى هذين المجالين. فعلى مستوي البنية الأساسية التي غطت الجوانب المتعلقة بالنقل و العقارات و الاتصالات و الكهرباء و الماء تتلخص أهم هذه الهشاشات التي تكتسي صبغة ظرفية في ارتفاع كلفة النقل حيث صرحت نسبة هامّة من المؤسسات أنّه رغم توفر وسائل النقل فإنّ التعريفات و لا سيما الجوية و البرية منها مازالت مرتفعة جراء زيادة أسعار المحروقات.
و في نفس السياق عبرت أكثر من 30 % من المؤسسات المستجوبة فى عدم رضاها بالبنية الأساسية و خاصّة منها الطرقات و الجسور و الخطوط الحديديّة كما أشارت نسبة هامّة من المؤسسات إلي تدنّي الخدمات اللوجستية فى بعض المواني و المطارات أمّا علي مستوي الاتصالات و بالرغم من ارتباط 80 % من المؤسسات بشبكة الإنترنات و إرساء موقع واب بالنسبة لثلث المؤسسات المستجوبة فقد تدنّي مؤشر الاتصالات من 07 سنة 2006 إلى 0.62 سنة 2007 و يعود هذا بالأساس إلى عدم رضا المؤسسات المستجوبة بخدمات الإنترنات من حيث الجودة و تعدد الإنقطاعات و ارتفاع الأسعار مقارنة بالدول الشريكة. و بالنسبة للتمويل تبين نتائج الاستبيان أنّه لا يزال يمثل أهم المشاكل التي تعترض المؤسسة من حيث الحصول على القروض و ارتفاع نسبة الفائدة و الشروط المجحفة في مجال الرهينات و تتجلى هذه الصعوبات في تراجع مؤشر التمويل من 0.54 سنة 2006 إلى 0.51 سنة 2007 وهو ما يعكس صعوبة التمويل البنكي مما جعل المؤسسات تعتمد أكثر في الاستثمار علي التمويل الذاتي و المتمثّل أساسا في استثمار المرابيح و بدرجة أقل علي القروض البنكية فى حين تكاد تكون مساهمة كل من شركات الاستثمار ذات رأس مال تنمية و شركات الايجار المالي منعدمة.
كما يعود ضعف التمويل من جهة أخري إلي ارتفاع نسب الفائدة و قيمة الضمانات المشترطة و قصر المدّة لسداد القروض بالإضافة إلي عدم دراية المؤسسات المستجوبة بالهياكل المحدثة خصيصا لدعم التمويل و تغطية القروض على غرار الشركة التونسية للضمان SOTUGAR هذا و تختلف صعوبة الحصول على التمويل من جهة إلى أخري حيث تشير البيانات الأولى إلى أنّ المؤسسات المنتصبة في الشمال الغربي تجابه أكثر صعوبات من باقي المؤسسات .
و للإشارة فإنّ مستوى المؤشر يتراوح مابين الواحد و الصفر و يعنى الواحد المناخ الأفضل في حين يعنى الصفر المناخ غير الملائم.