تونس- أفريكان مانجير
كشفت بعثة لرجال أمن من وزارة الداخلية يعملون في قطر حاليا عن ظروف عمل غير انسانية يعيشونها منذ التحاقهم بالعمل في الإمارة الخليجية في اكتوبر 2011، وطالبت أثناء لقاء جمعهم مؤخرا بوزير الداخلية علي العريض على هامش زيارته إلى قطر بالتدخل لدى السلطات القطرية لتحسين أوضاعهم.
وقال أحد رجال الأمن التونسيين المقيمين في قطر أنهم يعيشون في وضع مزر اكتشفوه بعد تورطهم بعقود عمل مع الداخلية القطرية وباشراف من نظيرتها التونسية، بحسب ما جاء في فيديو نشرته صفحة “توانسة في قطر” على الموقع الاجتماعي “فيسبوك” وتأكد “أفريكان مانجير” من صحته.
وطالب رجال الأمن التونسيين المقيمن في قطر من وزير الداخلية علي العريض التدخل لإيجاد حلول بخصوص وضعهم الصعب في قطر
وكانت مجموعة بنحو 138 عون أمن تونسي تنقلت إلى قطر يوم 12 اكتوبر 2011 للعمل في سلك “لخويا” الأمني التابع لوزارة الداخلية القطرية والذي يعادل شرطة مكافحة الشغب في تونس.
وقال أحد المتدخلين في لقاء مع وزير الداخلية التونسي أن “معاملة المسؤولين القطريين سيئة جدا معهم ومحتقرة لهم” ووصفها بمعاملة “السيد للعبد”. كما أنهم يعيشون تحت تهديدات يوميّة من طرف مسؤولين في قطر بطردهم من عملهم وضياع حقوقهم.
يشار إلى أنه لا يمكن للأجانب المقيمين في قطر السفر من دون السماح لهم من طرف كفيلهم القطري السفر وما يعبر عنه لدى الأوساط القطرية بـ”الخروجية”.
وقال رجل الأمن التونسي في لقاء مع وزير الداخلية التونسي ومسؤولين آخرين بقطر، أنه تم إسكانهم لدى وصولهم في البداية في مجمعات سكنية للعمال غير ملائمة بالمنطقة الصناعية في قطر، ولا يوجد بها أدنى معايير السكن المحترم لإنسانية الانسان حيث تم وضعهم في غرف يسكن فيها 16 شخصا في الغرفة الواحدة قبل نقلهم إلى “معسكرات” والسكن جماعيا في غرف ضيقة، حسب شهادات متطابقة لرجال أمن حضروا اللقاء.
وقد وصف أكثر من متدخل هذه المعسكرات بالسجن حيث يعملون في ظروف قاسية وصارمة ولا يسمح لهم حتى القيام باتصالات هاتفية لفترة طويلة. وكشفوا أنهم يشتغلون كامل ساعات اليوم من دون انقطاع في عديد الأحيان.
كما منع أكثر من 20 عونا أمنيا من لم شملهم مع أسرهم وتحجير استقدام زوجاتهم، من دون توضيح ما إذا كان شرط لمّ الشمل منصوص عليه في عقد العمل من عدمه. يذكر أن عدد الجالية التونسية في قطر يقدر بأكثر من 8 آلاف تونسي مقيم.
وفي سياق متصل، كان وزير الداخلية التونسي أعلن في مقابلة مع وكالة الأنباء القطرية في ختام زيارته لقطر، أنه بحث مع نظيره القطري إمكانيات العمل المتاحة في دولة قطر بالنسبة للموظفين التونسيين في مجال الأمن والدفاع المدني بناء على تجربة تعاون سابق سيتم تقييمها والاستفادة منها.
وكان وزير الداخلية علي العريض أدى زيارة عمل إلى قطر يومي 1و2 جويلية 2012 التقى خلالها مع ولي العهد الشيح تميم بن حمد ووزير القطري الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني. وتم الاتفاق على توقيع اتفاقية بين البلدين تتعلق بالتعاون في عدة مجالات أمنية من بينها مقاومة الجريمة بكل أنواعها وتبادل المعلومات في مختلف هذه المجالات إلى جانب تبادل الخبرات.
ويتوقع أن يؤدي ولي العهد القطري زيارة رسمية إلى تونس على خلفية هذه الزيارة، وفقا لوكالة الأنباء القطرية.