تونس-أفريكان مانجر
اظهر تقرير منظمة الشفافية الدولية الصادرة اليوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2013 ان تونس سجلت تراجعا في ترتيب الدول في مجال مكافحة الفساد لتحتل المرتبة 77 عالميا مقابل المرتبة 75 خلال سنة 2012 و المرتبة 73 سنة 2011 و المرتبة 58 سنة 2010.
وتصدرت تونس وفق هذا المؤشر الذي أصدرته منظمة الشفافية الدولية منذ سنة 1995 المرتبة الأولى في شمال افريقيا والثامنة عربيا ضمن 177 دولة مشمولة بمؤشر 2013 .
ويقاس مؤشر الفساد والرشوة في تقرير منظمة الشفافية الدولية اعتمادا على معطيات وبيانات وتحاليل مستقاة من ثلاثة إلى 17 مصدرا مختلفا.
ويستند التقرير في تحديد مؤشر الفساد إلى تحاليل خبراء واستطلاعات رأي لمعرفة درجة تمثل الفساد لدى فئات واسعة من المجتمع، على عكس التقارير والدراسات التي تقوم بها منظمات أخرى كالبنك الدولي اعتمادا على أرقام ومعطيات يتمّ تجميعها من المؤسسات الحكوميّة.
من جهتها أفادت عضو المكتب التنفيذي للمنظمة سمية بلعيد لوكالة تونس إفريقيا للانباء أن تونس حافظت على عدد النقاط المقدر ب41 نقطة ضمن مقياس يتراوح من صفر ضمن تصور لدرجة عالية من الفساد إلى 100 نقطة ضمن تصور لدولة خالية من الفساد معتبرة أن الحصول على مثل هذا العدد من النقاط لسنتين متتاليتين هو مؤشر سلبي يدل على عدم وجود تغييرات إيجابية وعلى أن مجهودات مكافحة الفساد غير كافية مقارنة بدول أخرى.
80 بالمائة من التونسيين يؤكدون ارتفاع نسبة الفساد
هذا و ظهر استطلاع للرأي أجراه مركز الشفافية الدولية ان ظاهرة الفساد قد تدعمت في معظم الدول العربية منذ اندلاع الثورات في عدد منها مقارنة بسنة 2011 رغم ان هذه الثورات كانت أساسا احتجاجا على فساد مسؤولي الدولة .
و اظهر الاستطلاع الذي قامت به هذه المؤسسة العالمية أن 80 بالمائة من التونسيين المستجوبين يعتبرون أن نسبة الفساد قد ارتفعت في تونس في العامين الاخرين بينما 64 في المائة من المستجوبين في مصر اعتبروا أن ظاهرة ان الفساد ازداد سوءا وكان الاستثناء الوحيد ليبيا حيث قال 46 في المائة فقط ان البلاد أصبحت أكثر فسادا.
و قد شمل المسح استطلاع رأي نحو 1000 شخص في كل دولة في الفترة ما بين سبتمبر ومارس من هذا العام.
تراجع رغم إنشاء وزارة خاصة بالفساد
و استغرب عدد من المراقبين للشأن السياسي و الاقتصادي في تونس ارتفاع مؤشرات الفساد في تونس بعد الثورة على الرغم من انشاء الحكومة التونسية لوزارة خاصة بمقاومة الفساد و هي “وزارة الحوكمة و مقاومة الفساد “.
هذا و استغرب العديد من المواطنين عدم كشف الحقيقة للرأي العام و تقديم ملفات الفساد الخاصة بالنظام السابق مشددين على أن أغلب المواطنين يعتبرون أن رموز النظام الحالية هي أيضا لديها بعض الشكوك حول قضايا فساد مالي .
مؤتمر دولي لمكافحة الفساد في تونس
و من المنتظر أن تحتضن تونس بداية من 21 إلى 24 أكتوبر 2014 المؤتمر الدولي لمكافحة الفساد تحت إشراف منظمة الشفافية الدولية والمنظمة التونسية ” أنا يقظ”.ويتوقع أن يواكب أشغال هذا المؤتمر حسب نفس المصدر 2000 ناشط في قطاع مكافحة الفساد ينتمون إلى 130 دولة .
ويذكر أن المنظمة التونسية “أنا يقظ” التي تأسست منذ 21 مارس 2011 من أبرز مهامّها الإشارة إلى الفساد المالي والإداري وتعزيز الشفافيّة، أمّا منظمة الشفافية الدّولية فهي منظمة عالميّة غير ربحيّة تتعلق أنشطتها بالفساد ومقرّها برلين، ويعتبر مؤتمرها العالمي وتقريرها السّنوي حول الفساد من أهمّ أعمالها.
م.ق