تونس-افريكان مانجر
غادرت خلال الفترة الأخيرة عدة علامات تجارية عالمية ناشطة في قطاع النسيج تونس، وأغلقت أبوابها نهائيًا بعد سنوات من العمل في البلاد.
وللوقوف على تداعيات هذه المغادرة على القطاع الاقتصادي عموما و قطاع النسيج على وجه الخصوص في تونس، اتصلت “أفريكان مانجر” برئيس جامعة النسيج، هيثم بوعجيلة، الذي أكد أن خروج هذه العلامات العالمية لا يمثل خطرًا كبيرًا ولن يؤثر سلبًا على الاقتصاد بشكل عام.
وأوضح أن هذه العلامات لا تملك عددًا كبيرًا من المحلات في تونس ولا تقوم بتصنيع منتجاتها في المصانع المحلية، مشيرًا إلى أن قرار مغادرتها مرتبط في الغالب بنموذجها التجاري وتغيرات السوق العالمية و ليس بسبب أزمات محلية، وفق تعبيره.
وأضاف بوعجيلة أن العديد من العلامات التجارية العالمية ذات القيمة المضافة ما زالت تنشط في تونس، وتقوم بعمليات الإنتاج في المصانع التونسية، وهو ما يساهم في تعزيز الصناعة المحلية ويدعم الاقتصاد الوطني.
وردا عن سؤال يتعلق بوضعية قطاع النسيج في بلادنا، قال بوعجيلة،” القطاع يتميز بوضعية مستقرة …الا أن مناخ الأعمال بمختلف جوانبة الإدارية و التشريعية و الجبائية بتطلب تدخلا لتحسينه”، داعيا الحكومة للتدخل لتجنب المخاطر التي قد تحدث سيما في ظل التغييرات الجيوسياسية و عدم الاستقرار الاقتصادي عالميا.
واعتبر بوعجيلة، ان قطاع النسيج في تونس “تاريخي” وهو قطاع متنوع و ذو قدرة تشغيلية عالية و قدرة استدامة قوية، مشيرا الى أن تعزيز و تحسين مناخ الاستثمار سيساهم في تعزيز قدرته التنافسية وتوفير مواطن شغل إضافية من خلال الترفيع في حجم الاستثمارات، و بالتالي دعم الاقتصاد الوطني.
وبلغ حجم صادرات قطاع النسيج خلال سنة 2024، حوالي 3 مليار أورو و يتضمن 1500 مؤسسة صناعية توفر حوالي 160 ألف موطن شغل.
جدير بالذكر، فان قطاع النسيج في تونس شهد خلال السنوات الأخيرة مغادرة عدة علامات تجارية عالمية، مما أثّر على المشهد الصناعي المحلي.
ومن أبرز هذه الشركات، شركة بينيتون (Benetton)، التي أعلنت عن مغادرتها لتونس حيث كانت تشغل حوالي 570 عاملًا، و شركة DBH للنسيج، التي قررت إغلاق مصنعها في قصر السعيد والذي كان يوفر حوالي 100 فرصة عمل.
وقد أعلنت منذ حوالي أسبوع، أعلنت العلامة التجارية السويدية ليندكس (Lindex) عن مغادرتها السوق التونسية بعد حوالي 8 سنوات من النشاط و ذلك ابتداءً من 31 مارس 2025، و قد أصدرت الشركة بلاغا أعربت فيه عن شكرها وامتنانها على الدعم والثقة التي تلقتها طوال فترة وجودها في البلاد، و لم توضح الأسباب التي دفعتها للمغادرة.
وفي تصريح سابق، لموقع أفريكان مانجر، أكد عبد الرزاق حواص، الناطق الرسمي باسم المؤسسات الصغرى والمتوسطة، أن 8 علامات تجارية عالمية مُصنعة في تونس تعتزم الانتقال إلى مصر بحلول عام 2025.
وأشار إلى أن مصر قدمت عروضًا تنافسية جذابة لهذه العلامات العالمية، من أبرزها انخفاض تكلفة اليد العاملة مقابل التطور التكنولوجي المستخدم في عمليات الإنتاج. هذه العروض جعلت مصر وجهة مفضلة للعديد من الشركات، مما دفعها إلى تحويل استثماراتها من تونس إلى السوق المصري، بحثًا عن تكاليف إنتاج أقل وتقنيات متقدمة، وفق تعبيره.
ويقول مُحدثنا، إن الأزمة الحالية التي تُهدد قطاع النسيج، تعود إلى عدم وضع تونس إستراتيجية طويلة المدى تحمي القطاع من التدهور والتراجع.