تونس –افريكان مانجر
كشفت اليوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2014 كاهية مدير المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة سهى بوقاطف ل “افريكان مانجر” أنّ تونس لم تتهاون في اتخاذ الإجراءات اللازمة للتوقي من خطر الإصابة بفيروس “الايبولا” الذي راح ضحيته نحو 5 آلاف شخص أغلبهم في دوّل غرب إفريقيا، وأضافت محدّثتنا أنّ الحديث عن تراخي تونس وتقصريها في إقرار إجراءات وخطط استراتيجية صحية خاصة على مستوى المطارات والمعابر الحدودية ليس له أي مُبرّر على حدّ قولها.
القفازات والكمامات ليست ضرورية
وأوضحت المسؤولة بمرصد الأمراض المستجدة أنّه تمّ وضع فرق صحية خاصة في المطارات للتثبت في كلّ الحالات المشكوك فيها، مُضيفة أنّ هذه التدابير من شأنها أن تكشف عن الحالات المصابة إن وُجدت. ونفت سهى بوقاطف ما تداوله البعض عن عدم اتخاذ تونس لأي إجراء للتوقي من فيروس “ايبولا”.
وفي سياق متصل أكد المصدر ذاته أنّ أبرز صعوبات التوقي من خطر هذا الفيروس هي أساسا الأشخاص القادمين من غينيا وليبريا والسيراليون ذلك أنه لا توجد لديهم سفارات مباشرة في تونس، وعليه فإنّ الفرق الصحية بالمطارات تُنسق مع المغرب وفرنسا وغيرها من الدول للحصول على القائمة الإسمية للمسافرين والتثبت من سلامتهم.
وأوضحت محدثتنا أنّ ارتفاع درجات حرارة الشخص هي المُؤشر الرئيسي لفيروس “الايبولا”، وقد تمّ لهذا الغرض تجهيز غرف خاصة في المطارات للعزل. كما شدّدت كاهية المدير على الإجراءات المعمول بها في تونس كافية مُؤكدة أنّه من غير المعقول والضروري فرض إجراء ارتداء الكمامات والقفازات على كافة الأعوان بالمطارات.
كما شدّدت تأكيدها على أنّ تونس لم تسجل أي حالة إصابة بالفيروس.
احتقان في المطار
في المقابل كان انيس الورتاني الكاتب العام لنقابة الأمن بمطار تونس قرطاج صرح أن حالة من الاحتقان تسود بين صفوف الاعوان جراء عدم اتخاذ أي اجراء للتوقي من فيروس “ايبولا، مُضيفا ” ان كلا من الديوان المدني للطيران المدني والمطارات ووزارة الصحة لم يحركا ساكنا تجاه فيروس ايبولا كما انه لم يقع اتخاذ أي اجراء يقي اعوان الامن والعاملين بالمطار خاصة وانهم في علاقة مباشرة مع المسافرين القادمين من جميع البلدان”.
افاد المصدر ذاته في تصريحات صحفية بانه لم يقع لا توفير قفازات ولا كمامات كما لم يقع تركيز أي الات طبية بالمطار، موضحا في نفس الإطار بان حالة من الغضب الشديد تسود بين الاعوان.
وحسب ذات المصدر، من المنتظر ان تعقد اليوم نقابة المطار اجتماعا طارئا للنظر في الموضوع وتحميل سلطات الاشراف المسؤولية وفق تعبير ذات المسؤول.
الخطوط التونسية تُوضح
في سياق آخر، أكدت المكلفة بالإعلام والعلاقات الخارجية بشركة الخطوط التونسية إيمان بن عمار ل “افريكان مانجر” أنّه لم يتم تسجيل أي حالة إصابة بفيروس “الايبولا” في المطارات، مُؤكدة أنّ حديث بعض الأطراف عن وجود حالات يُشتبه في إصابتها بالفيروس المذكور عار من الصحة.
وقد رفضت محدّثتنا التعليق عمّا صرّحت به نقابة الأمن بمطار قرطاج مكتفية بالقول إنّ الجهات الصحية وضعت التدابير اللازمة لذلك.
أكثر من 4 آلاف ضحية
وتأتي هذه المخاوف والدعوات لإعلان حالة الطوارئ في تونس على خلفية ارتفاع حصيلة ضحايا فيروس “ايبولا” حيث رُصد تسجيل حالات إصابة لا فقط في البلدان الأفريقية بل أيضا في دوّل تملك كافة الإمكانيات من ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، واستنادا إلى ما أعلنته منظمة الصحة العالمية، فقد ارتفعت حصيلة ضحايا فيروس “إيبولا” إلى 4493 قتيلا، ونحو تسعة آلاف مصاب تم رصد حالاتهم فى سبع دول على الأقل، بينها خمس دول أفريقية.
وذكرت المنظمة ان العدد الإجمالي لحالات الوفاة المسجلة حتى 12 أكتوبر الجاري بلغ 4493 حالة، بينما ارتفع عدد المصابين إلى 8997 حالة تم تسجيلها فى كل من غينيا وليبيريا ونيجيريا والسنغال وسيراليون وإسبانيا والولايات المتحدة، فيما يعتقد تسجيل حالات إصابة فى عدد من الدول الأخرى. كما أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن من بين حالات الإصابة بفيروس “إيبولا” يوجد 427 حالة لعاملين بالقطاع الطبى، توفى 236 حالة منها، وكانت تقديرات لمراكز السيطرة والوقاية من الأمراض فى الولايات المتحدة قد أشارت إلى أن عدد المصابين بالمرض الذى يواصل الانتشار منذ مارس الماضى قد يرتفع إلى نحو 1.4 مليون شخص خلال أربعة شهور.
مرض قاتل في 90 بالمائة من حالاته
وللإشارة فإن فيروس إيبولا (Ebola) مرض قاتل تصل نسبة الوفيات بسبب إصاباته إلى 90 في المائة وذلك نتيجة لنزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم، خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس.
وهو وباء معدٍ ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المصابين من البشر، أو الحيوانات عن طريق الدم، أو سوائل الجسم، وإفرازاته، الأمر الذى يتطلب ضرورة عزل المرضى، والكشف عليهم، من خلال أجهزة متخصصة، لرصد أى علامات لهذا الوباء الخطير.
وتتراوح فترة حضانة فيروس الإيبولا فى جسم الإنسان بين يومين إلى 21 يومًا.
وبدأت الموجة الحالية من الإصابات بالفيروس فى غينيا فى ديسمبر العام الماضى، وامتدت إلى ليبيريا، ونيجيريا، وسيراليون، ومؤخرًا إلى السنغال، والكونغو الديمقراطية.
وأودى إيبولا بحياة حوالى 2453 شخصا فى غرب أفريقيا، ولاسيما فى ليبيريا وغينيا، من أصل 4963 حالة إصابة مؤكدة بالوباء، بحسب منظمة الصحة العالمية.
بسمة المعلاوي