تونس- افريكان مانجر
أفاد اليوم الجمعة 11 جويلية 2014 مدير عام المركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء التابع لوزارة الصحة، حافظ المستيري ل” افريكان مانجر” أنّ الحديث عن وجود عصابات دولية لسرقة الأعضاء البشرية في تونس أمر من نسج الخيال، نافيا أن تكون قد سُجلت مثل هذه الحوادث على مدى السنوات الماضية.
استياء من “ناعورة الهواء”
و قد عبر مُحدّثنا عن استياءه ممّا يُعرض في مسلسل ” ناعورة الهواء ” على الوطنية الأولى، مُؤكدا أنّ المتاجرة بالأعضاء و ضحاياها هم أطفال الشوارع لا وجود لها في مجتمعنا. كما أوضح أنّ المصحات الخاصة في تونس يُمنع عليها إجراء عمليات زرع الأعضاء فضلا عن أنّ وزارة الصحة تمنح الترخيص لبعض المستشفيات العمومية فقط، و في سياق متصلّ قال المستيري إنّ عملية الزرع تطلب ظروفا خاصة من ذلك فريقا طبيا مختصا يضم ما لا يقلّ عن 40 شخصا و هو أمر غير متوفر.
الإحتفاظ بالأعضاء لا يتجاوز بضع ساعات
و ردّا على ما يُروّجه البعض عن قيام المستشفيات بسرقة أعضاء المتوفين عند إحالتهم على التشريح الطبي، أفاد حافظ المستيري أنّ أخذ الأعضاء لا يتمّ إلا إذا كان الشخص في حالة وفاة دماغية، كما تتطلب سرعة قصوى في الزرع بإعتبار أنّ عملية الإحتفاظ بالأعضاء حساسة جدّا و محدودة بحيث لا تتجاوز مدّة الإحتفاظ بالكبد 10 ساعات، أما مدّة الإحتفاظ بالقلب فهي في حدود 4 ساعات.
و إجمالا أكد المصدر ذاته أنّ الإقبال على التبرع بالأعضاء ضعيف جدّا، و يُعزى ذلك إلى قلة الثقة في المؤسسة الصحية التونسية. كما أشار إلى أنّه خلال الأشهر الماضية من سنة 2014 لم تسجل سوى 4 حالات زرع فقط، مقابل 9 حالات سنة 2013 علما و أنّ قائمة الإنتظار تضمّ آلاف الاشخاص.
وحسب تقديرات المركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء الخاضع لإشراف وزارة الصحة، فإنّ عدد التونسيين الذين يشكون من قصور عضوي يصل إلى عشرة آلاف مريض، وهو ما يستوجب، بحسب المركز، إجراء ما بين 1000 إلى 1500 عملية زرع سنويا للتمكّن، في ظرف أربع إلى خمس سنوات، من معالجة جزء هام من المرضى، علما وأنّه يتم حاليا إجراء حوالي مائة عملية فحسب جلها تتعلق بعمليات زرع كلى.
مشكلة صحة عمومية
وأضاف المركز في وقت سابق أن النقص الحاد في الأعضاء القابلة للزرع هو عامل معرقل لا محالة، إلا أن الوسائل المتواضعة الموضوعة على ذمة الفرق الطبية المختصة في عمليات الزرع تعد بدورها عائقا ذي بال لا يمكن التغاضي عنه.
وأكد المركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء أن زرع الأعضاء في تونس هو مشكلة صحة عمومية ذات أهمية قصوى، داعيا إلى خطة وطنية لزرع الأعضاء تشارك في وضعها كل الأطراف المتدخلة من مهنيي الصحة وممثلي المجتمع المدني بما يتيح إدخال الإصلاحات الضرورية على هذا القطاع.
تونس أرض عبور لتجارة الأعضاء
وتصنف تجارة الأعضاء الثانية عالمياً من حيث الأرباح بعد تجارة السلاح. وتتحكم شبكات دولية في ظاهرة الإتجار بالبشر، و بحسب تقارير دولية في مجال الاتجار في الأعضاء البشرية فإنّ السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة وكندا يحتلون صدارة الدول المستوردة للاعضاء البشرية، بينما تحتل مصر والهند والصين والفيلبين ومولدوفا قائمة الدول المصدرة.
و في المقابل تصنف “المنظمة الدولية للهجرة” تونس أرض عبور لتجارة الأعضاء، وتحذر من غياب الإحصاءات وضرورة سن القوانين الرادعة لمثل هذه الأعمال.
بسمة المعلاوي