تونس-افريكان مانجر
” الجيش التونسي “انه الاستثناء العربي الذي اختار “جبهة ” شعبه ووطنه على مر العقود و كانت أخرها خلال ثورة جانفي من سنة 2011 حيث كان ضامنا لاستقلالية الدولة و استمراريتها و حامي ترابها و حرمتها .
لتبقى القوات المسلحة التونسية بجيوشها الثلاث ، متربعة على عرش ” ثقة التونسيين ” بشهادة كل مؤسسات سبر الآراء .
وكان الجيش الوطني منذ نشأته في تاريخ 3 ماي 1956 من بين المؤسسات الأولى التي تم بعثها لاستكمال السيادة فتهيكلت أول نواة للجيش الوطني يوم 24 جوان 1956 وكان عدد أفرادها حوالي 5000 عسكري .الجيش الوطني قام آنذاك بأول إستعراض في شارع محمد الخامس بالعاصمة شاركت فيه تشكيلات من المشاة ومدفعية الميدان والمدرعات.
شعارهم “الحياة عقيدة و جهاد “
حب الراية الوطنية و الفناء في عمله يكتسبه “كل عسكري” منذ دخوله المنشات و الثكنات و الأكاديميات العسكرية.
فأيامهم لاتشبه أيام بقية “مؤسسات الدولة ” حيث يفتتحومه بتحية العلم ، مرددين برؤوس شامخة شعارا و قسما تقشعر له الابدان .
فيقولون :”اقسموا بالله العظيم أن أتفانى في خدمة الوطن و الدفاع عن حوزته و حماية مؤسساته الشرعية و مكاسبه من كل خطر آو عدوان داخلي آو خارجي وان احترم قوانين الدولة و أقوم بعملي بكل شرف و أمانة في كنف الطاعة و الانضباط كي تبقى تونس حرة منيعة ابد الدهر …ابد الدهر …ابد الدهر .
الصبر و الانضباط و العقيدة ، قيم ترسخ في أذهنهم و قلوبهم ليكونوا بعد ذلك “حماة للحمى ” و قلاعا من النور تضيئ سماء الوطن ، فلم ولن نشهد لهم يوما “تذمرا أو إضرابا ” يعملون على كامل تراب الجمهورية برا و بحرا و جوا.
تطورات الجيش
هذا و شهد جيشنا الوطني عديد من التطورات في مجال العتاد و العتيد خلال السنوات الأخيرة و ذلك خاصة مع تطور التهديدات الإرهابية المحلية و الإقليمية التي شهدتها تونس .
جيش قدم “شهداء ” فداء لهذا الوطن لتبقى دمائهم في هذه الأرض تكتب صفحات مجمد جديدة من البطولات والشرف في سبيل عزة الوطن وكرامته و ليكملوا مسيرة آبائهم وأجدادهم.
و قد تدعمت قدرات الجيش التونسي و القوات الخاصة ميدانيا خلال معاركهم مع “الإرهابيين ” حيث سجل “انتصارات ” و ضربات موجعة للعدو بالجبال و المرتفعات .
وحقق الجيش الوطني خطوة هامة في مجال مكافحة الإرهاب في ملحمة بن قردان وكان بمثابة الرائد في محاربة ما يعرف بتنظيم “داعش” الارهابي ، فأجهض مخططاته في الأراضي التونسية وكشف ضعف وجبن عناصره الإرهابية.
و يشارك الجيش التونسي في عدة عمليات مدنية وعسكرية وطنيا ودوليا مثل مقاومة الكوارث الطبيعية و المشاركة في عمليات حفظ السلام تحت غطاء الأمم المتحدة ، على غرار تدخله السريع في جمهورية مالي ضمن قوات مينوسما لحفظ السلام.
مجال التصنيع
و قد دخل الجيش الوطني بفضل كفاءاته مجال التصنيع العسكري ، ليثبت مرة أخرى قدرة أبناء هذا الشعب على التطوير و التقدم .
و نجحت قواتنا المسلحة في صناعة عربة عسكرية و ثلاث قطع بحرية مجهزة بالأسلحة ووسائل الاستطلاع والاستعلام ، بالإضافة الى طائرة من دون طيار بطول ثلاثة أمتار، ووزن يبلغ 45 كيلوغراماً، قادرة على بلوغ ارتفاع يصل إلى 2500 متر. وتصل مدة تحليقها إلى ثلاث ساعات، جُربت في عام 2013.
اما في مجال تشغيل وتحطيم الألغام، تمكنت قواتنا من تصنيع رجل آلي مسلح مختص في القتال والتمشيط والاستطلاع وكشف الألغام، بالإضافة إلى منظومة لمتابعة التشكيلات العسكرية على الميدان في المهمات العملياتية، ورادار لكشف التحركات وأجهزة لاسلكية، وهي مشاريع رائدة من شأنها أن تعزز قدرات الجيش التونسي على مجابهة مختلف التحديات الداخلية والإقليمية.
مهام صحية جديدة
بالإضافة إلى مهامه السابقة في حماية الحدود و حفظ الأمن و مقاومة الإرهاب ، يُضاف اليوم إلى مهام جيشنا الوطني ، مهام جديدة تهم معاضدة جهود الدولة في مقاومة جائحة كورونا حيث تم تركيز عدد من “المستشفيات العسكرية ” الميدانية ” بمختلف الولايات التي شهدت انتشارا كبيرا لهذه الجائحة .
ورغم كل هذه المهام و تعددها ، و محدودية “العنصر البشري ” مقارنة ببقية جيوش العالم، إلا أن جيشنا يبقى جاهزا للتدخل في أي مجال أو أي مهام توكل إليه حبا لوطنه و ووفاء لشعبه .
كل عام و الجيش الوطني بألف خير