تونس-افريكان مانجر
بعد سنوات طويلة من الصراع في ليبيا، يبدو أن ملف الأزمة دخل منعرجا جديدا وحاسما للتسوية، حيث تم الاتفاق اليوم الجمعة 4 ديسمبر 2020، على آلية نهائية لانتخاب رئيس جديد للمجلس الرئاسي ولرئاسة الحكومة للمرحلة الانتقالية التي تنتهي في 24 ديسمبر 2021 تاريخ الانتخابات الرئاسية و التشريعية القادمة، ذلك ما أكده الأكاديمي و الباحث في القضايا الإستراتيجية علية العلاني في تصريح لافريكان مانجر.
مستجدات
واستنادا إلى ما أكده محدثنا، فان مستجدات الملف الليبي هذه المرة قد تؤدي إلى الوصول إلى حل للازمة.
وأفاد علية، ان هذا الانتخاب سيتم في اجتماع الحوار السياسي الليبي في تونس الأسبوع القادم و سيكون فيه التصويت حضوريا و ليس عن بعد.
وقال، ” نأمل هذه المرة أن يتم اختيار الأسماء لشغل المناصب السيادية دون عراقيل إضافية”، وفق تعبيره.
وبخصوص أهمية الوصول إلى حل للازمة الليبية بالنسبة إلى تونس، اعتبر العلاني أن حل الأزمة بصفة نهائية سيستغرق وقتا طويلا حتى بعد الانتخابات الرئاسية وذلك بسبب ما وصفه بالتراكمات الأمنية و السياسية.
وبين، انه لا بد من تفكيك ألغام هذه التراكمات في علاقة بالميليشيات و المرتزقة خاصة و ان السلاح مازال يدخل إلى ليبيا إلى غاية اليوم.
وأوضح المتحدث، أن آلية تجريد هذه الميليشيات من السلاح يجب أن تكون في المقدمة لضمان الاستقرار الأمني في ليبيا و دول الجوار على حد السواء.
وفي حديثه عن الحوار السياسي الليبي في تونس، قال العلاني، إن بلادنا نجحت في احتضان الحوار الليبي لكنها لم تفعل الكثير في تأطير هذا الحوار وراء الأبواب الخلفية و في الكواليس مثلما فعلت المغرب، وفق تقديره.
وفي ذات السياق، أوضح المتحدث، أن عملية تأطير الحوار تكون عبر تخصيص فرق متمرسة تعمل على تقريب وجهات النظر دون الاصطفاف مع مجموعة دون أخرى، داعيا إلى أن تكون لتونس في الأيام القادمة مساهمة نوعية في هذا الصدد خاصة بالتزامن مع تركيز الحكومة الليبية الجديدة و المجلس الرئاسي.
وشدد على ضرورة أن تعيد الحكومة التونسية التنسيق الأمني مع الحكومة الليبية القادمة بهدف استرجاع الثقة في الأجهزة الأمنية للبلدين و توطيد العلاقات الاقتصادية.
قنبلة موقوتة
وبخصوص ملف التونسيين العائدين من بؤر التوتر و المتمركزين في ليبيا، أفاد الأكاديمي و الباحث في القضايا الإستراتيجية، علية العلاني، أن عددهم يقدر بحوالي 2000 تونسي وهم يمثلون قنبلة موقوتة خاصة إذا لم تتعاون الأجهزة الأمنية للبلدين، وفق تعبيره.
وأكد انه على تونس و ليبيا العمل على تأسيس قاعدة بيانات مفصلة عن العائدين من بؤر التوتر وتحديد السيناريوهات الممكنة في التعامل مع هذا الملف.
و يذكر أن تونس احتضنت في نوفمبر الماضي الحوار السياسي الليبي و الذي انتهى دون التوصل إلى اتفاق نهائي حول آلية انتخاب السلطة التنفيذية الجديدة.
وأعلنت المبعوثة الأممية إلى ليبيا، ستيفاني ويليامز، أن المشاركين في الحوار السياسي اتفقوا على تنظيم انتخابات يوم 24 ديسمبر 2021.