تونس- أفريكان مانجر
قال محافظ البنك المركزي شاذلي العياري إن رئيس الحكومة مهدي جمعة الذي يزور حاليا الولايات المتحدة الأميركية سيطرق إلى سندات دين تسعى تونس الحصول عليها بضمانات أميركية.
وتحدث العياري في مقابلة مع وكالة رويترزعن خطط لجمع ما يصل إلى 1.5 مليار دولار من خلال سندات دولارية بضمانات أمريكية وسندات بالين بضمانات يابانية وسندات إسلامية (صكوك).
وقال محافظ البنك المركزي إن تونس تأمل في إصدار سندات دولارية مخططة وسندات بالين وصكوك هذا العام بهدف سد الفجوة في التمويل. واضاف أنه من المرجح حدوث تقدم فيما يتعلق بالسندات التي ستضمنها الولايات المتحدة عندما يزور رئيس الوزراء مهدي جمعة واشنطن هذا الأسبوع.
وتابع قوله إن السندات التي ستضمنها الولايات المتحدة يمكن أن تبلغ إجمالا ما يصل إلى مليار دولار بناء على حجم الضمان الأمريكي لكن الخطط الأولية لإصدار صكوك بقيمة إجمالية تصل إلى مليار دولار ستخفض على الأرجح إلى “بضع مئات ملايين من الدولارات”.
وكان العياري أبلغ رويترز في الشهر الماضي أن الصكوك ستصدر في أفريل أو ماي لكنه قال هذه المرة إن عملية الإصدار معقدة وسوف تستغرق على الأرجح وقتا أطول.
توقعات بانخفاض التضخم
وفي سياق آخر، توقع محافظ البنك المركزي التونسي انخفاض معدل التضخم في البلاد إلى حوالي 5.2-5.3 % بنهاية العام من 5.5 % في الشهر الماضي وهو ما يكبح الضغوط الصعودية على أسعار الفائدة.
وقال المحافظ الشاذلي العياري في مقابلة على هامش مؤتمر إن سعر التعادل للدينار يبلغ نحو 1.6 مقابل الدولار و2.18-2.20 مقابل اليورو وهو سعر مماثل تقريبا للمستويات الحالية أو أدنى بقليل منها.
وأبقى البنك المركزي التونسي سعر الفائدة القياسية عند 4.5 % الشهر الماضي وأشار إلى أن ضغوط التضخم تنحسر.
وقال العياري “باستطاعتنا الحفاظ على استقرار التضخم بل ودفعه للانخفاض .. نحن طموحون ونعتقد أنه سيتراجع إلى 5.3 بالمئة أو 5.2 بالمئة بنهاية العام” غير أنه حذر من أن زيادة الأجور قد ترفع مستويات التضخم.
واعتبر العياري أسعار الفائدة “مرضية في الوقت الحالي لكن إذا دعت الحاجة لتعديلها بالزيادة فسوف أفعل ذلك .. حتى الآن لا توجد حاجة لفعل ذلك.”
ثقة في الدينار
وقال محافظ البنك المركزي إن التونسيين أصبحوا أكثر ثقة في الدينار. ويجري تداول الدينار الذي يخضع لنظام تعويم محكوم عند حوالي 1.5806 للدولار بعدما ارتفع في وقت سابق هذا الشهر لأعلى مستوى خلال عام 1.5569 للدولار. ويجري تداول العملة التونسية عند حوالي 2.18 لليورو.
وقال العياري “لسنا بعيدين عن سعر صرف متعادل. مقابل الدولار فإن سعر 1.6 قريب جدا من سعر التعادل ومقابل اليورو أعتقد ان مستوى 2.18-2.20 سيكون اقرب إلى سعر التعادل.. لكن لا يوجد شيء ثابت بخصوص هذا.”
ومضى يقول “ينبغي ألا نسمح له بمواصلة الصعود إلى ما لا نهاية .. قوة العملة لها تكلفة باهظة.”
وأظهرت بيانات للبنك المركزي أن احتياطيات تونس من النقد الأجنبي بلغت ما يعادل 12.74 مليار دينار (8.05 مليار دولار) في نهاية جانفي 2014 حيث واصلت توجها صعوديا في الشهور القليلة الماضية.
وقال العياري “نحن قادرون على إعادة ملء الاحتياطيات.. لم يعد هذا مصدر إزعاج بالنسبة لي. أشعر بارتياح أكبر لكن سأواصل المراقبة برغم ذلك.”
وتتولى حكومة لتصريف الأعمال إدارة شؤون البلاد حتى إجراء الانتخابات في وقت لاحق هذا العام. ومن بين التحديات التي تواجهها خفض العجز الهائل في الميزانية وتدبير تمويل خارجي كاف والتعامل مع إصلاح نظام الدعم وخفض الانفاق العام وفق ما يطالب به المانحون الدوليون.
وقال العياري إن خفض عجز الميزانية البالغ حاليا نحو ثمانية بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي ولو بنسبة واحد في المئة فقط سيكون مفيدا. وأضاف “ما دام لا يرتفع فسيكون هذا جيدا”.(رويترز)