تونس-افريكان مانجر
زيارة قائد القاعدة الأمريكية بإفريقيا”افريكوم”إلى تونس أعادت إلى الواجهة من جديد الحديث حول إمكانية إقامة قاعدة عسكرية أمريكية على التراب التونسي تحت غطاء ما يسمى”المجهود العالمي لمكافحة الإرهاب”، خاصة مع تطور نسق الدعم الأميركي لتونس خلال الفترة الأخيرة في الملف الأمني والعسكري.
وكان الجنرال الأمريكي ديفيد رودريغيز قد التقى، يوم الاربعاء19 نوفمبر الجاري رئيس الحكومة علي العريض.
وعلى اثر هذه الزيارة كشف الجنرال رودريغيز ،أنه تم تدارس سبل التعاون الأمني وكيفية دعم الولايات المتحدة الأميركية لتونس عبر التجهيزات والتكوين ومعاضدة جهودها الرامية لمكافحة ظاهرة التهريب خاصة الأسلحة، علاوة على بحث طرق مساعدة تونس على تأمين حدودها على كافة الواجهات.
معاهدة تونسية جزائرية
هذا التصريح لم يُقنع كثيرا الشارع التونسي حتى أن البعض تحدث عن مخطط جديد يُطبخ في قصر قرطاج ليُسمح على إثره للولايات المتحدة الأمريكية بإحداث قاعدة عسكرية في تونس.
و باتصال مع الخبير الأمني و المحلل العسكري فيصل الشريف أكد لـ”افريكان مانجر” أنّ هذا الكلام مجرد إشاعات لا يمكن أن يتحقق على ارض الواقع خاصة إذا علمنا أنّ لتونس معاهدة دفاع مشترك مع الجزائر لا تسمح لها بأخذ القرار بمفردها دون الرجوع إلى الدولة الجارة. وأضاف محدثنا بأنه من الصعب جدا تحقيق مثل هذه المسالة سيما و أن الجزائر ترفض رفضا قاطعا ذلك،كما بيّن أن تونس و بحكم الروابط التاريخية مع الجزائر فإنها لن تتخلى تنسيقها معها.
و في المقابل تحدّث فيصل الشريف عن إمكانية قدوم قوات أمريكية إلى تونس لتتولى مساعدة القوات الأمنية الوطنية على مكافحة الإرهاب وتدريبهم على استعمال أجهزة و تقنيات متطورة.
سياسة مكلفة
وفي السياق ذاته أفادنا المحلل العسكري أنّ الولايات المتحدة الأمريكية بدأت في السنوات الأخيرة في التخلي عن فكرة إقامة قواعد عسكرية لأنها مكلفة جدا و أحيانا هذه القواعد تكون مستهدفة من قبل الإرهابيين،و أصبحت أمريكا تعتمد اليوم و بصفة خاصة على الطائرات دون طيار أو على الضربات الاستباقية و خير دليل على ذلك ما يحدث اليوم في اليمن فهي تقوم بتدمير الهداف استراتيجيه دون إن تكون لها قاعدة عسكرية.
إشاعات لزعزعة استقرار البلاد
وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن نوايا إحداث قاعدة عسكرية أمريكية بتونس،فقد سبق و أن تحدثت بعض المصادر عن إحداث قاعدة برمادة بالجنوب التونسي، و قد غذى هذه النظرية ما نشره سابقا المستشار الأسبق لرئيس الجمهورية ايوب المسعودي على صفحته الرسمية على الفيسبوك حيث حذر من قرار رئيس الجمهورية منصف المرزوقي بشأن إحداث منطقة حدودية عازلة في جنوب البلاد التونسية، مشككا بأن يكون الأمر وراءه خطة أميركية لإرساء قاعدة عسكرية تحت غطاء مقاومة الإرهاب.
من جهة أخرى قال تنظيم أنصار الشريعة في بيانه الأخير في شهر سبتمبر الماضي بان تصنيفه كتنظيم إرهابي هي نوع من المؤامرة “الدنيئة” المتمثلة في إيجاد ذريعة تخول إعطاء الضوء الأخضر لأمريكا للتدخل المباشر “وتبرير صفقة القاعدة الأمريكية برمادة والتمهيد لها بإعلان المنطقة الحدودية الجنوبية منطقة مغلقة معزولة بدعوى مكافحة الإرهاب “، وفق تعبيره.
الأمر الذي سارعت إلى نفيه الجهات الرسمية لتؤكد أن ذلك يتنزل في إطار الإشاعات التي تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد.
بسمة معلاوي