تونس-افريكان مانجر
” بعد استهداف الأمن:الإرهاب يمرّ إلى استهداف المدنيين”،”خطر الإرهاب يُهدد استقرار تونس”،”استعدادات لتنفيذ عمليات تفجيرية في تونس ليلة رأس السنة”…تلك عينة من العناوين التي تطالعنا يوميا في مختلف وسائل الإعلام،ومعها يتعمق خوف المواطن من ظاهرة أودت كما هو معلوم بحياة العشرات من الأمنيين و كادت تنجح في توجيه ضربة مُوجعة لتونس لو لم يتم الكشف عن عملية كان يعتزم إرهابي تنفيذها بأحد النزل بمدينة سوسة الساحلية.
و الحقيقة أنّ مخاوف التونسيين لها أكثر من مبرر، فوزارة الداخلية أعلنت في أكثر من مناسبة أنّ خطر الإرهاب في تونس ما يزال قائما،وعليه فإنّ كافة وحدات الأمن في حالة استنفار قصوى.
تونس في خطر الإرهاب
رغم غياب المعطيات الدقيقة عن توجهات الإرهابيين و المناطق التي قد يستهدفونها،فقد كشف الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي لـ”افريكان مانجر”أنّ وزارة الداخلية في أقصى درجات تأهبها تحسبا لأي عمل إرهابي طارئ ،مشيرا إلى أنّ كل الاحتمالات واردة .
و مع اقتراب حلول رأس السنة الإدارية قال العروي إنّ الوزارة اتخذت جملة من الاحتياطات الأمنية الخاصة نافيا وجود أية معلومات استخبارتية دقيقة حول ما تداوله بعض وسائل الإعلام و التي تتحدث فيها عن اعتزام التيارات الجهادية تنفيذ تفجيرات في المدن و غيرها من الأماكن الإستراتيجية.
في المقابل أكد ممثل وزارة الداخلية أن الاحتمالات مفتوحة على كل الاتجاهات،وفي السياق ذاته أوضح أن كل من وحدات الجيش و الأمن في حرب متواصلة ضد الإرهاب وهو ما أدى إلى إحباط العمليات الإرهابية الأخيرة في كل من سيدي بوزيد و قبلي.
عمليات متوقعة
من جانبه، لم يستبعد المحلل الاستراتيجي مازن الشريف في تصريح أدلى به لـ”افريكان مانجر”حدوث عمليات تفجيرية و إرهابية مع قرب الاحتفال برأس السنة الإدارية خاصة و أنّ هذه التنظيمات من مُنيت في أكثر من مناسبة بفشل ميداني و الكلّ يتذكر إحباط العملية الانتحارية في سوسة و محاولة تفجير مقبرة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة…و عليه فإنّ التنظيمات الإرهابية ستسعى إلى إعادة هيبتها و كرامتها من خلال تنظيم عمليات كبيرة.
و أضاف محدثنا أنّ التنظيمات الإرهابية لاتتوقف إلا إذا قُضي عليها تماما،وعادة ما يستغلون أوقات الذروة كالأعياد الدينية و حلول رأس السنة الميلادية لتنفيذ هجماتهم.و في ظلّ الوضع الراهن للبلاد الذي وصفه بالهشّ فإنّ العمليات الإرهابية واردة في أي وقت مشيرا إلى أن العمليات القادمة قد تضرب في عمق المدن الكبرى.
كما حذر مازن الشريف من خطورة الأخبار التي تتداولها بعض وسائل الإعلام نقلا عمّا تُسميه”مصادر أمنية خاصة”لأنها قد لا تتعدى أن تكون مجرد تمويه من تنظيم”أنصار الشريعة”المحظور في تونس لينفذ سيناريوهات أخرى.
من جانبه بيّن المحلل العسكري فيصل الشريف أنّ شهري ديسمبرو جانفي من الأشهر المحبذة لدى الإرهابيين لتنفيذ مخططاتهم.
استبعاد السيناريو الليبي
من ابرز الأخبار التي تم تداولها بقوة على الساحة الإعلامية تلك التي تحدث فيها صاحبها عن اعتزام تنظيم أنصار الشريعة الردّ على الضربات المُوجعة التي تلقاها من الوحدات الأمنية من خلال تنفيذ عمليات تفجيرية انطلاقا من منتصف شهر ديسمبر إلى غاية حلول رأس السنة الميلادية. وهذا الصباح طالعتنا أيضا أخبار تتحدث عن استعداد 13 انتحاريا لتنفيذ أعمال إرهابية في تونس و ليبيا.
أنباء قلل من شأنها المؤرخ التاريخي عبد الجليل التومي و في تصريح ل”افريكان مانجر”استبعد حدوث عمليات إرهابية كبيرة الحجم لأنّ المناخ السياسي في تونس لن يسمح على حدّ قوله بحدوث أعمال مثلما حدث مؤخرا في ليبيا حيث دخل الجيش الليبي في مواجهات هي الأولى من نوعها مع تنظيم أنصار الشريعة ليُخلف عشرات القتلى.و أوضح أن مثل هذا السيناريو لن يجد طريقه إلى بلادنا لان المجتمع المدني و الأحزاب السياسية بمختلف أطيافها واعية بخطورة المرحلة بالرغم من التجاذبات و الاختلافات فيما بينها.
خطر الإرهاب
وقد يختلف اثنان حول مدى صحة الأخبار الواردة في مختلف وسائل الإعلام المحلية منها و الأجنبية خاصة في ظل غياب ردّ رسمي من وزارة الداخلية سواء بتأكيد هذا الخبر أو تكذيبه،إلا أنّ الثابت هو أنّ الأنشطة الإرهابية في تونس تنامت بشكل كبير سواء تلك المتعلقة بتهريب الأسلحة من والى ليبيا والجزائر، أو من خلال عمليات تجنيد شبان ينتمون إلى التيار الديني المتشدد للقتال في سوريا .إضافة إلى الأحداث الأليمة التي عاشتها تونس مؤخرا و قد راح ضحيته ثمانية عسكريين قتلوا خلال “تبادل لإطلاق النار مع مجموعة إرهابية” في جبل الشعانبي من ولاية القصرين و إحباط محاولة تفجير انتحارية بأحد النزل بسوسة…
كلها أحداث تؤكد أن تونس مهددة فعلا بخطر الإرهاب وهو مُرشح لمزيد التصعيد خاصة إذا لم تتوصل الأحزاب السياسية إلى حلّ توافقي حول رئيس الحكومة المقبلة و إيجاد حلول عاجلة للوضع الأمني.ففشل الحوار الوطني و بحسب المراقبين للشأن الداخلي قد يُدخل تونس في منعرج خطير.
بسمة المعلاوي