تونس-أفريكان مانجر
أثارت تصريحات مهدي بن جمعة خلال النّدوة الصّحفيّة التيّ عقدت في ساعات متأخّرة من ليلة أمس جدلا واسعا في صفوف الخبراء السّياسيين والحقوقيين والمجتمع المدني، حيث عبّر البعض منهم عن استيائهم من موقف المعارضة في تمسّكهم برفض لطفي بن جدّو في تشكيلة الحكومة الجديدة، رغم أنّ أداءه كان مقبولا عموما حسب خبراء أمنيين وسياسيين، من جهة أخرى ساند البعض الاخر موقف المعارضة في تشبّثهم بخارطة الطّريق.
وبين مؤيّد لموقف مهدي بن جمعة ورافض له، أكّدت الدّكتورة سلوى الشّرفي الباحثة الأكاديمية في مجال الإعلام والمحلّلة السّياسيّة في تصريح لـ “أفريكان مانجر” أنّ تصريحات رئيس الحكومة الجديد لا تبشّر بخير، ويمكن على حدّ تعبيرها أن يفشل مبدأ التّوافق، حيث يصبح بهذا الشّكل لرئيس الحكومة، الحقّ في تعيين رئيس حكومة اخر وبالتّالي نكون قد خرجنا عن اليّة الرّباعي والحوار الوطني، وهو ما يعني أنّنا عدنا الى نقطة البداية، اي الحكم بالأغلبيّة (التّي فشلت).
وأضافت محدّثتنا أنّه لا يوجد شيء يدلّ على أنّه في صورة تعيين وزير داخليّة اخر، سيحظى بقبول جميع الأطراف وتقبل به المعارضة، ومن هذا المنطلق يمكن القول على حدّ تعبير سلوى الشّرفي إنّه يمكن أن نعيش في فراغ، حكومة مستقيلة وأخرى غير موجودة، مبرزة أنّ الخطورة تكمن في انعكاسات ذلك على المنظومة الإقتصاديّة، (غياب التّشجيع على الإستثمار/ عدم ضخّ أموال من المؤسّسات الماليّة والدّوليّة)، خاصّة وأنّ جرايات شهر فيفري في الميزان.
من جهة أخرى، عبّرت المحلّلة السّياسيّة عن رفضها لموقف المعارضة، مبيّنة أنّ المعارضة أخطأت هذه المرّة في رفضها لطفي بن جدّو في تشكيلة الحكومة الجديدة، خاصّة وأنّنا نعلم أنّ تعيين وزير جديد يمكن أن يعطّل نسق العمل لأنّه لا يمكن الإطلاع على جميع الملفّات في فترة تقلّ عن ستّة أشهر، علاوة على أنّه لا توجد أيّة ضمانات للتّأكّد من أنّ اقتراح وزير داخليّة اخر سيلقى توافق جميع الأطراف.
وعن التّوقّعات بخصوص المرحلة القادمة، قالت سلوى الشّرفي أنّه حسب ما تسرّب من معلومات حول مهدي جمعة، فإنّ شخصيّته عرفت بالجديّة وبحرصها على استقلاليّتها، وتواصل عدم التّوافق على التّشكيلة الجديدة على مدى حوالي شهر، يمكن أن يدفعه الى الإنسحاب، خوفا من الضّغوطات السّياسيّة التّي قد يتعرّض اليها قبل أو بعد تشكيل الحكومة الجديدة.
هدى هوّاشي