تونس –افريكان مانجر
من المنتظر أن تُعلن حركة النهضة في غضون الساعات القليلة المقبلة عن الشخصية التي ستدعم ترشحها للانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها يوم 23 نوفمبر الجاري، وقد فشلت رغم دخولها في مشاورات ماراطونية منذ أكثر من أسبوع في تحديد مرشحها للسباق نحو قصر قرطاج.
وقد استأنف مساء اليوم الجمعة 7 نوفمبر 2014 مجلس شورى حركة النهضة أشغاله ليتواصل إلى غاية يوم غد السبت لتحديد موقف من الانتخابات الرئاسية
القواعد تدعم المرزوقي
ويرى عدد من المراقبين للشأن السياسي التونسي أنّ النهضة صاحبة المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية ب 69 مقعدا في البرلمان المقبل، وجدت نفسها اليوم في “ورطة” بخصوص الشخصية التوافقية للرئاسية. ويُعزى ذلك إلى تخوفها من إمكانية حدوث “تمرد” في صفوف قواعدها إذا ما قررت دعم ترشح حزب حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي، علما وأنّ بعض القيادات في الحركة تُؤكد أنّ نسبة هامة من القواعد اختارت التصويت لصالح المترشح المنصف المرزوقي.
لقاء سري بين الغنوشي والسبسي
ويبدو أن حركة النهضة وجدت نفسها في وضعية حرجة بين أن تدعم حزب الباجي قائد السبسي الذي سيُكلف بتشكيل الحكومة وبين أن تدعم مترّشح آخر وتكون بالتالي عرضة لئن تكون خارج التشكيلة الوزارية التي سيُعدّه نداء تونس.
ووفق آخر التسريبات فقد أكد مصدر مطلع في حركة النهضة لـ “العربية.نت”، حصول لقاء بين كل من رئيس”نداء تونس” الباجي قائد السبسي وراشد الغنوشي رئيس حركة “النهضة الإسلامية، في بيت السبسي بالضاحية الشمالية للعاصمة تونس .
وهو ما أكده قيادي في النداء لـ “العربية.نت” الذي أضاف أن اللقاء هو الأول بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، التي فاز فيها النداء بالمركز الأول .
وبرغم حرص الطرفين على التكتم فان المعلومات تشير وفق ذات المصدر الى أن هناك مفاوضات سرية جارية بين “النهضة” و”نداء تونس”، حول تشكيل الحكومة القادمة وكذلك حول المرشح الذي ستدعمه النهضة في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراء دورتها الأولى في 23 نوفمبر الجاري .
وفي هذا السياق أكد قيادي في النهضة بأن “النهضة حسمت أمرها وأنها لن تدعم ترشح الرئيس الحالي منصف المرزوقي “.
حقائب وزارية مقابل دعم الترشح
وبحسب تسريبات نشرت مطلع الأسبوع الجاري فإنّ مسالة تأجيل حركة النهضة حسمها في ملف الرئاسية ليس الا مزيدا من الرغبة في ربح الوقت لمزيد التفاوض حول إمكانية تواجدها في تركيبة الحكومة المقبلة .
وتقول مصادر لم تكشف عن هويتها ان حركة النهضة غير قادرة في الوقت الحالي على اصدار قرار حاسم بخصوص دعمها لأحد المترشحين للانتخابات الرئاسية، كما تؤكد المعلومات المتوفرة انه لا مانع مطلقا في دعم ترشح رئيس حزب نداء تونس الباجي قائد السبسي وهي أيضا تُؤكد ان اعلان النهضة عن اعتمادها سبر اراء حزبي ووطني لا يتعدى ان يكون مجرد مناورة لمزيد ربح الوقت .
ووفق المصادر نفسها فان هذه المناورة مرتبطة أساسا بمدى قبول الحزب الاغلبي في البرلمان القادم لتواجدها في تركيبة الحكومة، كما تُؤكد ان حركة النهضة إذا تحصلت على وعود من نداء تونس بهذه الوزارات فإنها لن تتردد في توفير دعم ولو ضمنيا لترشح قائد السبسي للرئاسي.