تونس-افريكان مانجر
كشف اليوم الاثنين 21 أفريل 2014 مصدر من وزارة الخارجية الليبية ل” افريكان مانجر”أنّ عمليات الإختطاف ستتواصل في صفوف البعثة الدبلوماسية التونسية، و يُخطط تنظيم أنصار الشريعة إلى خطف ثالث قد يستهدف هذه المرّة السفير رضا البوكادي بحسب المعلومات الأولية المتوفرّة لدى السلطات الليبية في محاولة للضغط على الحكومة التونسية من أجل إطلاق سراح ليبيين معتقلين في تونس على خلفية مشاركتهم في العملية الإرهابية بالروحية من ولاية سليانة و قد حُكم عليهما بالسجن مدّة 20 عاما.
لا تفاوض بغير هذه الطلبات
و أضاف ذات المصدر أنّ الدبلوماسيين التونسيين المختطفين بطرابلس في صحة جيّدة، و يشترط جماعة أنصار الشريعة إطلاق سراح المسجونين الليبيين في تونس و يرفضون التفاوض بغير هذا الملف. كما علمنا أنّ الجهة الخاطفة لا تعتزم تصفية الرهائن غير أنّ المعطيات المتوفرة تُؤكد أنّهم يعتزمون الإبقاء على الدبلوماسي التونسي محمد بالشيخ و المستشار الأول للسفير التونسي العروسي القنطاسي رهن الإحتجاز في مكان غير معلوم.
و تُضيف مصادرنا أنّه و بالرغم من معرفة الخارجية الليبية بالجهة الخاطفة فإنّها تعجز عن التدخل المسلح نظرا لحجم العتاد و الأسلحة التي يمتلكها التنظيم االمذكور هناك مقابل حالة الفوضى و الضعف الأمني الكبير للدولة الليبية، كما أوضح محدثنا أنّ حياة التونسيين ستكون في خطر إذا ما تمّ اللجوء إلى هذا الحلّ .
تونس تنفي سحب السفير
و قد راجت هذا اليوم أخبار مفادها أنّ السفير التونسي غادر طرابلس بعد تلقيه تهديدات بالخطف من قبل مجهولين، و بإتصال مع الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية مختار الشواشي أكد ل ” افريكان مانجر ” أن السفير التونسي رضا البوكادي موجود منذ أيام في تونس في مهمة رسمية ، و سيُباشر عمله فور الانتهاء منها .
هذا و أكد الشواشي أنّ الحكومة التونسية لم تُصدر رسميا قرارا يقضي بسحب السفير التونسي، مُشيرا إلى أنّ تونس مازالت تنظر في إجراء تخفيض التمثيلية الدبلوماسية كأحد الخيارات الممكنة لحماية البعثة هناك.
لهذه الأسباب لم تُفكر تونس في إرسال قوات خاصة
و لئن طالبت بعض الأطراف الحكومة التونسية بالتفاوض مباشرة مع الخاطفين فيما وجهت مجموعات أخرى اللوم للحكومة لأنّها لم تفكر في إرسال قوات خاصة لإطلاق سراح الرهائن، فقد صرّح العميد المتقاعد من الجيش الوطني مختار بن نصر ل” افريكان مانجر” أنّ إرسال قوات خاصة مسألة مستبعدة بالنظر لحالة الفوضى و التردي الأمني الذي تعيش على وقعه ليبيا منذ سنوات مُشيرا إلى أنّ إنزال قوات خاصة يتطلب أولا تحديد هدف واضح الأمر الغير متوفر في الوضعية الحالية كما قال بن نصر إنّ التفاوض المباشر مع المجموعات الخاطفة فيه اعتراف ضمني من الدولة التونسية للمجموعات الإرهابية.
و على هذا الأساس فقد أفادنا مختار بن نصر أنّ السيناريوهات المحتملة لإطلاق سراح الدبلوماسيين التونسيين هي التفاوض مع الحكومة الليبية لأنها المسؤول الأول على أمن و سلامة أفراد البعثة التونسية و التفاوض مع عدد من السياسيين بطرابلس الذين تتوفر لديهم معلومات حول الجهات الخاطفة.
و كان عدد من المراقبين قد أكدوا في وقت سابق ل”افريكان مانجر” أنّه من غير المقبول بالمرّة الاستجابة لطلبات الخاطفين بإعتبار أنّ الخضوع لابتزاز أي جهة سيفتح الباب على مصرعيه لمجموعات أخرى حتى تُطالب بدورها بفدية أو بإطلاق سراح مساجين آخرين.
بسمة المعلاوي