تونس-افريكان مانجر
يعد تطوير الاقتصادي المحلي في المناطق الأقل حظاً في تونس أحد أهم أهداف شركة دليس دانون ببلادنا حيث عمدت إلى تركيز مشاريع تنموية في عدد من المناطق الداخلية و كانت أول الشركات المتجه إلى ولاية سيدي بوزيد ، شرارة الثورة التونسية ، لتركيز معمل الحليب بالجهة .
و بالعودة إلى تعريف التنمية المحلية نجد أنها المشاريع الاستثمارية الخاصة الناجحة و قادرة على خلق الثراء، وفرص العمل ومستويات معيشة جيدة بالجهات ، لذلك يعتبر معمل سيدي بوزيد احد أنواع هذه المشاريع التنموية باعتبار انه خلق حوالي 350 موطن شغل لأبناء الجهة بالإضافة إلى مساهمة في استقطاب مشاريع أخرى .
كانت زيارتنا إلى المعمل في إطار انفتاح شركة دليس للعموم ، بدخولك لهذا المكان المتمركز بالمنطقة الصناعية بولاية سيدي بوزيد تجد عددا من عمال المراقبة وذلك في إطار توفير الحماية الأمنية لمداخل و مخارج المعمل.
يتخيل إليك بدخولك لهذا المكان بأنك في بلد أوروبي ، فهو مجهز في كل مكان بأدوات تعقيم لليدين بالإضافة إلى العدد الكبير من الآلات و المعدات و جدة البنية التحتية .
أما العمال فبدخولهم لداخل المعمل يقومون بنزع كل ألبستهم الخارجية و ارتداء مثل “الزي الطبي ” مع تغطية الرأس و الأحذية مع غسل أيديهم و تعقيمها قبل دخولهم .
مقولة وجدناها داخل المعمل لخصت العقلية الموجودة به و التي تقول :”أن الجودة نتحصل عليها من الوقاية و ليس من المراقبة ” بمعنى أن كل الفريق العامل بهذا المكان على وعي كبير بأهمية النظافة في تحصيل منتوج ذو جودة عالمية .
كما تتم في المعمل تحليل كل العينات الحليب القادم من الضيعات المنخرطة مع شركة دليس و على الرغم من ذلك يتم في مرحلة أولى التثبت من تطابقه مع المواصفات المطلوبة و في حال وجود أي شك يتم إرجاع ذلك الحليب و لا يتم قبوله نهائيا .
و في حال مطابقته للمعاير اللازمة فيتم إدخاله إلى سلسلة إنتاج منتوجات “دليس” و التي تنطلق بداية من تعقيم الحليب و تصفيته من كل الشوائب و من ثم إدخاله في الآلات التي تساهم في تحسين جودته ومن ثم تأتي مرحلة التعليب و التي تتم بكل حذر حيث يقع تعقيم كل طبقات “علبة الحليب “قبل تعبئته.
للإشارة فان في هذه المرحلة يتم كل ربع ساعة اخذ عينات (4 علب من الحليب ) يقوم المختصين بتجربته ووضعه في درجة حرارة تصل إلى 30 درجة لمدة أسبوع وذلك للتأكد من جودة و صلوحية على أن يتم بيعه بعد 10 أيام من الإنتاج و ذلك بعد التثبت من كل التحاليل السابقة .
من هنا نستنتج أن علبة الحليب التي تخرج للسوق المحلية و للمواطن التونسي وراءها جهد أيام من العمل و التدقيق قبل أن تكون بين أيديه و هذا يدخل في باب حرص المؤسسة على صحة مستهلكيها .
معمل دليس ينتج يوميا حوالي 400 ألف لتر من الحليب بمواصفات وصلت إلى المواصفات الأوروبية و العالمية بفضل التقنيات و التكنولوجيا المستعملة داخله مع استعمال حليب ذو معايير صارمة و بشروط واضحة أهمها الجودة و النظافة .
مشروع دليس راهن على اليد العاملة المحلية و على أهمية جهة سيدي بوزيد و نوعية الحليب المنتجة بالمنطقة و الولايات المجاورة لها و كان رهانا ناجحا أسس إلى منتوج محلي متميز و يحتل الجزء الأكبر من الاستهلاك الوطني مع خلق حركية اقتصادية بإحدى الجهات الداخلية و التي تعتبر من المناطق الذات أولوية .