تونس- افريكان مانجر
” لا يزال نسق انخراط الصناعة التونسية في المجال التكنولوجي وتوظيف الصناعة الذكية 4.0 بطيئ، ولم يرتق إلى المستوى المطلوب”، وفقا لما أكدته المديرة العامة للبنية التحتية الصناعية والتكنولوجية بوزارة الصناعة ندى الأشعل.
اهتمام متزايد بالصناعة الذكية
وأفادت المتحدثة في حوار مع “افريكان مانجر” على هامش دورة تدريبية لفائدة الصحفيين، نظمتها وزارة الصناعة والمناجم والطاقة بالتعاون مع الوكالة الالمانية للتعاون الدولي، على مدى 9 أيام حول الصناعة الذكية industrie4.0 ،أنّه لا خيار أمام المؤسسات الصناعية غير الاندماج في مسار الاقتصاد الرقمي، لافتة في هذا السياق إلى أنّه تمّ خلال الآونة الأخيرة تسجيل اهتمام متزايد بمجال الصناعة الذكية، كما شددت على ان التحول الرقمي من أهم الآليات التي ستمكن من مزيد تطوير إنتاجية المؤسسات الصناعية بما في ذلك على مستوى نشاط الإنتاج وبالتالي دعم قدرتها التنافسية خاصة من خلال الضغط على كلفة الإنتاج مما سيمكنها من إقتحام أسواق جديدة.
“وإذا كان الاتحاد الأوروبي اليوم، يتجه إلى فرض ضريبة على البضائع المصدرة نحو بلدانه الأعضاء والتي لا تطبق المعايير المتعامل بها في أوروبا والرامية إلى التخفيض من الغاز ذو الطاقة الحرارية (الكربون)، فإنّ المرور إلى الصناعة الذكية 4.0 سيصبح إجباريا وإلا فان المؤسسات الصناعية التونسية ستجد نفسها خارج المنظومة الاقتصادية العالمية”، بحسب تصريح المديرة العامة.
وأوضحت أن مبادرة المرور إلى الصناعة الذكية 4.0، تشمل كل القطاعات والمصانع غير أنها مُوجهة بدرجة أولى للمؤسسات المصدرة كليا، حتى تتخطى العراقيل التقنية والتجارية المُحتمل التعرض لها في المستقبل.
ولفتت المديرة العامة إلى أنّ الوزارة أعدت استراتيجية اتصالية لمزيد تحسيس الصناعيين بأهمية المبادرة، وفي هذا الاطار انتظمت الدورة التدريبية المذكورة بهدفخلق جيل جديد من الصحفيين مختص في مجال الذكاء الصناعي والصناعة الذكية الى جانب مزيد تسليط الضوء على انجازات قطاعات الصناعة والتجديد ونقل التكنولوجيا، وفق قولها.
رفع القدرات التنافسية
وشدت على أنّ الصناعة الذكية ستُمكن من التخفيض في كلفة الإنتاج والرفع من القدرات التنافسية في الأسواق الخارجية.
وفي سياق متصل، ذكرت ندى الاشعل ان تهيئة المناطق الصناعية يتطلب اعتمادات مالية كبيرة، وهو ملف يهم العديد من الوزارات.
وقالت “هدفنا تغطية كافة المناطق الصناعية بتقنية الجيل الخامس5G وتوفير بنية تحتية رقمية متطورة حتى تتمكن المؤسسات من المرور الى الصناعة الذكية.
وتندرج هذه المبادرة ضمن المحور الاستراتيجي الذي تم ضبطه في إطار الاستراتيجية الصناعية والتجديد في افق 2035 المتمثل في دعم التحول الرقمي للصناعة التونسية.
ويعتبر إعتماد التحول الرقمي للصناعة من أولويات قطاعي الصناعة والخدمات المتصلة بالصناعة خلال فترة القادمة، حيث سيمكن هذا التوجه من جعل تونس كمنصة رقمية جهوية للسوقين الإفريقية والأوروبية.
فرص جديدة للتشغيل
وتتمثل أهم أهداف مبادرة المرور إلى الصناعة الذكية 4.0 في تقديم الدعم والإحاطة بالمؤسسات الصناعية والهياكل الناشطة في المجال التكنولوجي قصد إرساء نظم ومناهج الاقتصاد الرقمي والمرور من الصناعة التقليدية إلى صناعة ذكية تركز أساسا على التجديد والتطوير التكنولوجي والرقمنة، كما تهدف إلى تهيئة البنية التحتية التكنولوجية قصد تحقيق تنمية دامجة تساهم في النهوض بالتجديد ودفع نمو المؤسسات في مجال الاقتصاد الرقمي وخلق مواطن شغل جديدة في هذا المجال.
كما تهدف الى تشريك المؤسسات الصناعية الصغرى والمتوسطة في الحملات التحسيسية بضرورة العبور الى صناعة ذكية، ودعم قدراتها المعرفية في المجال والرفع من نسبة تشغيل الشباب وتسهيل انخراطه في فرص جديدة من خلال تحسين الوصول الى التكنولوجيا.