تونس- أفريكان مانجر
قال رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات بتونس شفيق صرصار إنه تم تسجيل ارتفاع غير متوقع لنسبة تسجيل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و40 سنة، حيث بلغت 63%، وهي نسبة لم تسجلها انتخابات 2011، وفق تقرير نشرت الجزيرة القطرية اليوم.
ويتوقع مسؤولون بهيئة الانتخابات أن ترتفع نسبة المسجلين من فئة الشباب مع استمرار مرحلة التسجيل الثانية نهاية الشهر الحالي.
وحسب أحدث الإحصاءات، فإن عدد المسجّلين من الشباب بلغ أكثر من 450 ألف ناخب بين 18 و40 سنة، في حين لم يتعد عدد المسجلين من الأكبر سنا أكثر من 307 آلاف ناخب.
أما مجموع الناخبين الذين سجلوا بدوافع ذاتية منذ 22 جوان الماضي وحتى 15 أوت الحالي فقد بلغ نحو 760 ألف شخص, وبذلك يصل العدد الإجمالي للناخبين المسجلين منذ انتخابات 2011 إلى أكثر من خمسة ملايين.
وعن الأسباب التي دفعت الشباب لتسجيل أسمائهم في لوائح الناخبين أكثر من غيرهم (الأكبر سنا) يقول عضو هيئة الانتخابات أنور بلحسن “للجزيرة نت” إن الهيئة كثفت أنشطتها خاصة في التجمعات الشبابية.
ويقول بلحسن إنّ اعتماد هيئة الانتخابات على تقنيات الاتصال الحديثة في تسجيل الناخبين مكّن من استقطاب أعداد إضافية من الشباب.
وتوقع بلحسن أن ترتفع نسبة التسجيل في الأسبوع الأخير من عملية التسجيل التي تنتهي في 26 أوت الحالي، مؤكدا أن الهيئة ستكثف من حملات حث الناخبين على التسجيل خاصة في الأرياف.
من جهة أخرى، يقول رئيس الجمعية التونسية من أجل نزاهة وديمقراطية الانتخابات معز بوراوي لذات المصدر إن إقبال الشباب على التسجيل للانتخابات “يبقى دون المستوى المأمول”، رغم أنه تحسن عن انتخابات 2011.
بدورها كانت وكالة الأنباء الألمانية نشرت تقريرا حول عزوف الشباب عن التسجيل في الانتخابات، وحسب شهادات نشرتها فإن العامل الأبرز هو تنامي الشعور بالنقمة والضيم بسبب الواقع الذي أفرزته الثورة كالتعيينات والوظائف الممنوحة على أساس الولاءات السياسية والحزبية، والتعاطي الأمني العنيف مع التحركات الاجتماعية المطالبة بالتشغيل، إلى جانب تنامي ظاهرة الإرهاب والاغتيالات السياسية مقابل تراخي أجهزة الدولة في لجم المتشددين دينيا منذ البداية.
وظاهرة العزوف عن السياسة والتسجيل الانتخابي ليست جديدة في تونس، فحتى في أزهى فترات التفاؤل عقب الثورة وقبل انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في 2011 أوضحت إحصائيات لوزارة الشباب آنذاك أن 27 بالمئة فقط من الشباب يهتمون بالسياسية بينما لم يشارك في الاقتراع سوى 17 بالمئة منهم، بحسب نفس المصدر.