تونس-افريكان مانجر
نفى المكتب الإعلامي لوزارة الشؤون الدينية ل”افريكان مانجر” اليوم الاثنين 3 فيفري 2014 وجود أية نيّة أو فكرة لتوحيد خطبة الجمعة،و أكد المصدر ذاته أنّ الأخبار الأخيرة المتعلقة بتوحيد الوزارة لمواضيع الخطب كما كان معمول به في النظام السابق لا أساس له من الصحة.
بيان توجيهي
و في المقابل كشف الواعظ و المستشار السابق بالوزارة الصادق العرفاوي لـ”افريكان مانجر” أنّ العمل يتجه نحو توجيه بيان للأيمة الخطباء قصد توخي الوسطية و الاعتدال و الالتزام بالحياد و عدم استغلال الفضاءات الدينية للخوض في المسائل الحزبية،على أن تبقى للإمام الحرية المطلقة في اختيار موضوع خطبة الجمعة.
و قد اعتبر محدثنا أنّ الحدّ من استغلال بعض الأطراف للمساجد لنشر أفكار متطرفة أو التحريض على العنف و على الجهاد في سوريا مثلما حدث في السابق،يفرض على الوزارة التكثيف من عمليات المراقبة و معاقبة كلّ من تثبت مخالفته للضوابط الشرعية وفق المنهج الديني.هذا و أكد العرفاوي أنّ الحديث عن توحيد خطبة الجمعة كلام لا يستقيم و مرفوض أصلا لأنّه سيُظهر الإمام الخطيب كأنّه قاصر وغير قادر على اختيار الموضوع.
وفي السياق ذاته قال الصادق العرفاوي إنّ وزارة الشؤون الدينية تعمل حاليا على استعادة ما بين 50 و 70 مسجدا خرجوا عن سيطرتها،و قد رفعت في الغرض قضايا منشورة حاليا في المحاكم التونسية.و تتوزع أغلبية المساجد التي وقع الإستحواذ عليها من قبل متطرفين خاصة في تونس الكبرى و سوسة و بنزرت.
220 جامعا تحت سيطرة السلفيين
و الحقيقة أنّ وضع المساجد في تونس يطرح أكثر من نقطة استفهام، وهو ماجعل البعض يتساءل عن السبب الذي حال دون أن تتمكن”الترويكا”و على رأسها حركة النهضة من تحييد المساجد و هي التي ظلت في الحكم لأكثر من سنتين،كانت خلالها المساجد عُرضة للخطب”المُسيسة”و الدعاية الحزبية.
و في الوقت الذي تقول فيه الهياكل الرسمية إن وضع 5 آلاف مسجد و جامع مستقر و منظم باستثناء البعض،فقد أكد كاتب عام نقابة الأيمة بشير العرفاوي ل”افريكان مانجر”أنّ الآونة الأخيرة شهدت عزل 1060 إماما من قبل مصلين و تعويضهم بآخرين موالين أساسا لحركة النهضة ،مُضيفا أنّ نور الدين الخادمي وزير الشؤون الدينية السابق قام ب 360 تعيين على مستوى وزارة حسب الولاءات الحزبية وفق تعبيره.
و تبعا لذلك طالب مُحدثنا بضرورة مراجعة التعيينات في الوزارة و الوعاظ في كافة المعتمديات لضمان حيادية و استقلالية الفضاءات الدينية و إبعادها عن التجاذبات السياسية،و أكد في هذا السياق أنّ 229 مسجدا هم الآن تحت سيطرة الجماعات السلفية ويوجد أغلبهم بحي التضامن و الانطلاقة و دوار هيشر و الزهراء بتونس العاصمة و منزل بورقيبة من ولاية بنزرت و سوسة .و إجمالا شدّد البشير العرفاوي على أنّ مسألة توحيد خطبة الجمعة ليست حلا لإخراجها من دائرة الحسابات الحزبية الضيقة،مُؤكدا أن الوزارة مطالبة بضمان حرّية الخطاب الديني و مراقبته بصفة ممنهجة.
راشد الغنوشي أولا
و يبدو أنّ نفي وزارة الشؤون الدينية لخبر توحيد خطبة خطوة إيجابية لكنها غير كافية لضمان استقلالية الفضاءات الدينية و عدم توظيفها لأغراض انتخابية، و بحسب العديد من المراقبين فإنّ حركة النهضة مدعوة اليوم إلى الالتزام بما تعهدت به ضمن خارطة الطريق الرباعي الراعي للحوار الوطني و التي تنصّ على تحييد الإدارة و مراجعة التعيينات،كما أن الحركة صاحبة الأغلبية في انتخابات 23 أكتوبر 2011 عليها أن تكون المثال في هذا السياق و تبتعد عن استغلال المنابر لتسويق خطابها و كما لا يخفى على أحد فإنّ راشد الغنوشي يقوم باستمرار بإلقاء العديد من الخطب في مواضيع متعددة و كان آخرها الدستور التونسي الجديد بحسب ما أنزله في صفحته الخاصة على الفايسبوك.
بسمة المعلاوي