تونس- افريكان مانجر
اتخذت الدولة التونسية العديد من الاجراءات و الاحتياطات و ذلك تحسّبا لأيّ تدخل عسكري في ليبيا، وتجنّبا لأيّ مفاجأة قد تطرأ على الحدود التّونسيّة- اللّيبيّة من ذلك تدفق اللاجئين والمهاجرين إلى التراب التونسي هربا مما قد يحدث في ليبيا من ضربات عسكرية تلوح بها الدول الغربية.
وقد أذن في هذا الإطار الحبيب الصيد رئيس الحكومة لولاة جهات الجنوب الشرقي بتكوين لجان جهوية تضمّ مختلف الأطراف المعنية قصد اتّخاذ الاحتياطات الضرورية وإعداد خطة عمل على مستوى كل ولاية للاستعداد للتعامل الناجع والميداني مع ما قد يطرأ من مستجدات وأوضاع استثنائية وذلك تحسّبا لتطوّر الأوضاع في ليبيا ولتداعياتها.
اتخاذ التدابير اللازمة
كما أكّد رئيس الحكومة على اتخاذ التدابير اللازمة لضمان التنسيق والتكامل بين الجهات المعنية وفق بلاغ صادر عن رئاسة الحكومة. وستعمل اللّجنة الجهوية بالتنسيق مع اللجنة الوطنية التي تم إحداثها إثر اجتماع خلية التنسيق الأمني والمتابعة يوم 9 فيفري الجاري.
من جهة أخرى، من المزمع أن تعقد لجنة تنظيم الإدارة وشؤون القوات الحاملة للسلاح يوم غد الاثنين جلسة استماع مغلقة دون حضور وسائل الإعلام إلى وزير الدفاع الوطني فرحات الحرشاني للنقاش حول الوضع الأمني والعسكري واستعدادات البلاد التونسية للحملة العسكرية المحتملة على ليبيا.
خطة الطوارئ في المجال الصحي
وفي سياق متّصل، خصّصت جلسة عمل نهاية الأسبوع المنقضي بوزارة الصحة ، لتدارس خطة الطوارئ في المجال الصحي ومختلف الإجراءات والتدابير اللازمة المقرر تفعيلها تحسبا لتدفق اللاجئين والمهاجرين إلى التراب التونسي هربا مما قد يحدث في ليبيا من ضربات عسكرية تلوح بها الدول الغربية.
واستعرض المشاركون في هذا الاجتماع، حسب بلاغ صادر عن الوزارة، سبل إحكام التنسيق بين هياكل وزارة الصحة في مجال الإسعاف وحفظ الصحة وبقية المتدخلين المعنيين من هياكل حكومية ومنظمات النجدة والإغاثة والجمعيات العاملة في هذا المجال. وأشار البلاغ إلى أن هذا الاجتماع جرى بحضور المديرين الجهويين للصحة بكل من مدنين وتطاوين وقبلي وقابس وصفاقس.
التدخل العسكري في ليبيا اصبح مسالة وقت
ويذكر أنّ العميد السابق في الجيش الوطني ورئيس المركز التونسي لدراسات الامن الشامل مختار بن نصر كان قد قال في تصريح إعلامي ان التدخل العسكري في ليبيا اصبح مسالة وقت لا غير وان على تونس الاستعداد لكل الاحتمالات، مشيرا الى ان الوحدات العسكرية والامنية على اتم الاستعداد وقد قامت بتكثيف الدوريات المشتركة والتنسيق بين مختلف الوحدات مما سيجعل تونس في مأمن في حال القيام بتدخل عسكري في ليبيا .
واضاف بن نصر ان العمليات البيضاء في المستشفيات المتمركزة في مناطق الجنوب التونسي تدخل في اطار التأهب والاستعداد تحسبا لأيّ طارئ له صلة بانعكاسات أيّ عمل عسكري داخل ليبيا .
ضرورة الحذر
وحذر نفس المتحدّث من تأزم الوضع في ليبيا وما سيشكله من ضغط مباشر على امن واستقرار تونس التي قد تتضرر من أيّ تدخل عسكري في ليبيا، مؤكدا على ضرورة الحذر من استغلال بعض العناصر الارهابية او الخلايا النائمة في الجبال هشاشة الوضع مما يساعدها على القيام بعمليات ارهابية مفاجئة وبين بن نصر ان العناصر الارهابية يمكن ان تندس بين المدنيين الليبيين الذى سيتوافدون بأعداد كبيرة الى تونس في صورة نفذت الدول الغربية هجمات في ليبيا بعنوان ضرب تنظيم داعش ولفت في السياق ذاته الى ان تحذيرات رئيس الجمهورية الباجى قايد السبسى لم تأتي من فراغ وتعكس مدى القلق الذى تشعر به تونس .
وكانت السلطات التونسية قد عبرت عن انشغالها ازاء تدخل عسكري اجنبي محتمل في ليبيا حيث نبه رئيس الجمهورية منذ حوالي أيبوعين الدول التي تفكر في التدخل العسكري في ليبيا الى ضرورة مراعاة مصالح تونس وقال عليها ان تتشاور معنا في هذا الخصوص.
من جهته ، قال فرحات الحرشاني وزير الدفاع الوطني خلال زيارة ميدانية الى المنطقة العسكرية العازلة بالجنوب التونسى على الحدود التونسية الليبية ان تونس لن تقدم اعانة عسكرية في اطار التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في ليبيا مشيرا الى وجود عدة سيناريوهات لشن تدخل عسكري فيها