تونس- افريكان مانجر
أفاد عضو المكتب التّنفيذي بمرصد “شاهد” رشدي بوعزيز ل “افريكان مانجر” أنّ غياب الخطاب الديني المعتدل والمستنير بالجوامع وبوسائل الإعلام خصوصا من أبرز أسباب التي دفعت ببعض الأطفال والشباب إلى الإلتحاق بنتظيمات إٍرهابية، وأبرز المصدر ذاته أنّ الخطاب الديني كان سيلعب دورا كبيرا في الحد من استقطاب الشباب إذا ما إعتمد على تبيين العقيدة والمفاهيم الصحيحة للدين الإسلامي بالتركيز على الشباب ومخاطبتهم باستعمال تقنيات التواصل والتخاطب الحديثة.
كما دعا مُحدّثنا إلى مواجهة الأفكار التكفيرية والمغلوطة بالمفاهيم والأفكار الصحيحة بأسلوب سلس وواضح، هذا علاوة على ضرورة تعريف الآباء والأمهات بالخصوص بالأفكار والحجج والأدلة التي تمكنهم من مناقشة أبنائهم وتبيين مكامن الخطأ في افكارهم وتوجهاتهم.
فتيات ضمن مجموعة إرهابية
ويأتي هذا التصريح على إثر كشف وزارة الداخلية عن مجموعة إرهابية أغلب عناصرها شباب لم يتجاوز العشرينات من عمره ممّا اثار الجدل والتساؤلات حول كيفية إنخراطهم في الإرهاب في سنّ مبكرة، وجاء في نصّ بلاغ الداخلية أنّ المجموعة متكونة من من 16 عنصراً مصنفين خطيرين على غرار أيمن بن جمال الزوالي، درصاف بن عبد اللطيف العماري، محمد الككلي (ليبي الجنسية)، محمد الزريبي، عبد المنعم العمامي، غفران الشيخاوي، رحمة الشيخاوي، فاتن بن علي عباس، وجدي الجندوبي، معز الفزاني، عمر السعيداني، محمد البسدوري، شمس الدين السندي، ماهر القايدي، نور الدين شوشان، يحيى الغزالي، مع الإشارة إلى أنّ أغلب الإرهابيين المفتّش عنهم أعمارهم تتراوح بين 16 و25 سنة، من جملتهم فتاتان تبلغان من العمر 16 و17 سنة وأخرتان عمرهما 20 سنة وشاب يبلغ 18 سنة.
وقد حذّر العديد من الخبراء والمراقبين للشّأن العام من ارتفاع نسبة استقطاب الأطفال والشّبّان من قبل التّنظيمات الإرهابية عبر غسل أدمغتهم بواسطة صفحات التّواصل الاجتماعي أو بصفة مباشرة.
غياب الحلّ الفكري
وأضاف رشدي بوعزيز أنّ غياب الخطاب الديني المستنير جعل هؤلاء الشباب يستمعون إلى مصدر واحد وإلى فكر واحد وإلى رؤية واحدة، وطبيعي حينها أن يقع البعض في شراك الدعاة “الدواعش” المتمرسين في غسل الأدمغة و في عمليات الاستقطاب.
من جهة أخرى، بيّن المصدر ذاته أنّ الاستقطاب الداعشي يبدأ بفكرة ومفهوم، ومحاربته والحد منه يجب ان يمر عبر الفكرة والمفهوم، مبرزا أنّه للأسف الشديد في تونس غاب الحل الفكري على العلاج وحل محله الحل الأمني، في استنساخ أعمى لتجربة بن علي التي لم تنجب إلا إرهابيين أشد تطرفا وعنفا على حدّ تعبيره.
سرّية وحماية
جدير بالذكر أنّ وزارة الداخلية أكدت أهمية دور المواطن في الحرب على الإرهاب مُشيرة إلى أنّه يظل عاملا أساسيّا في نجاح هذه الحرب للمحافظة على المكتسبات وإحباط المخططات الإرهابيّة. وقد دعت إلى مواصلة الإبلاغ عن كلّ ما يتوفر لديهم من معلومات وكلّ ما يلفت الانتباه من تحركات أو أجسام مشبوهة معولة في ذلك على وطنيتهم ومشاركة مجهودات الدولة في مكافحة الإرهاب.
وأكدت الداخلية أنّ كلّ من يدلي بأيّ معلومات هو محلّ سرية وحماية طبقا للقانون.