تونس- افريكان مانجر
أثار عمليّة اغتيال أمني الأسبوع المنقضي بسوسة كثيرا من الجدل والتّساؤلات والمخاوف خاصّة بالاشتباه في كونها عمليّة ارهابيّة، لتتعمّق المخاوف بحدوث عمليّة أخرى مشابهة بالقصرين واغتيال ديواني خوفا من تأثير ذلك على الاقتصاد التّونسي، خاصّة وأنّ أحداث سوسة الارهابيّة التي راح ضحيّتها 38 سائح يوم 26 جوان 2015، كانت بمثابة الضّربة القاضية للقطاع السّياحي، ليصبح الاقتصاد التّونسي غير قادر على تحمّل أيّ ضربة أخرى مهما كانت درجتها.
وحول هذا الموضوع والمخاوف من تأثير عمليّتي سوسة والقصرين الأخيرتين، قال وجدي بن رجب الخبير الاقتصادي في تصريح لـ “أفريكان مانجر” أنّ العمليّتين الأخيرتين استهدفت بالأساس أمني وديواني ولم تستهدف سيّاح وهو ما يجعل من التّأثير على القطاع السّياحي والاقتصادي مستبعد وغير مطروح في الوقت الرّاهن.
وأوضح نفس المصدر أنّ الكارثة حصلت بحدوث عمليّة سوسة الارهابيّة التي راح ضحيّتها 38 سائحا وما زاد عن ذلك لا يعتبر مؤثّرا ما دام لم يمسّ السّياح، حتّى وان وقع في منطقة سياحيّة، مبرزا انّ أحداث سوسة الارهابيّة جعلت المستثمرين الأجانب والسّياح في حالة انتظار ومراقبة للوضع العامّ في تونس، معوّلين على تحسّن الأوضاع خلال سنة 2016.
من جهة أخرى، أبرز محدّثنا أنّ أحداث تايلندا الارهابيّة لم تضرّ بالقطاع السّياحي رغم أنّها أخطر ويمكن أن تمسّ ملايين السّياح، وذلك نتيجة امتلاكها ضمانات وامكانيّات على المستوى السّياحي في حين تونس لا تملك أيّ ضمانات كما أنّ نوعيّة السّياح الذين يتوجّهون اليها أغلبهم من الطبقات المتوسّطة والفقيرة التي تبحث عن التّخفيضات والتّكاليف المحدودة.
وفي ذات السّياق، أكّدت بدرة قعلول رئيسة المركز الدّولي للاستراتيجيّات الأمنيّة والعسكريّة في تصريح لـ “أفريكان مانجر” أنّ عمليّتي سوسة والقصرين لا يمكن أن تؤثّر على القطاع السياحي ولا على الاقتصاد التّونسي ما دامتا لم تمسّا السّياح، مبرزة أنّ هذا النّوع من العمليّات الذي يستهدف الأمنيّين متعمّد ومدروس من قبل المجموعات الارهابيّة ويراد منه تخويف الشّباب واثنائهم عن الانخراط في المنظومة الأمنيّة.