تونس-افريكان مانجر
النّزيف المستمرّ لغلاء الأسعار خاصّة منذ حلول شهر رمضان، جعل عدد من المراقبين للشّأن الإقتصادي يتحّدثون عن ″تسونامي″ الأسعار، مؤكّدين أنّ هذا الغلاء سيتواصل طيلة شهر رمضان طالما لم يتمّ القضاء على المضاربين وطالما التّونسي لم يقلّص من عنصر اللّهفة.
وقد أكّد سليم سعدالله رئيس منظّمة الدّفاع عن المستهلك في تصريح لـ ″أفريكان مانجر″ أنّ أسعار الموّاد الإستهلاكيّة في إرتفاع مستمرّ ليس بسبب فقدان التّوازن بين العرض والطّلب كما هو متعارف عليه، بل بسبب المضاربين حيث يعمدون إلى شراء كميّات كبيرة من الخضر والغلال والأسماك واللّحوم بكميّات كبيرة من الفلاّحين مباشرة أو من الوسطاء أومن المزوّدين.
وأوضح مصدرنا أنّه رصد مثل هذه التّجاوزات على عين المكان من أمام سوق الجملة ببئر القصعة، مبرزا أنّ مثل هذه التّجاوزات تجعل من الأسواق المنظّمة لا تستوعب أكثر من 40 بالمائة من المنتوجات في حين تستوعب الأسواق الموازية ما يناهز 60 بالمائة وبهذا الشّكل تصبح هذه الأسواق غير المقنّنة هي من يتحكّم في الأسعار.
وفي سياق متّصل، بيّن نفس المصدر أنّ عامل اللّهفة له دور كبير في إرتفاع الأسعار، حيث يسجّل التّونسي خلال شهر رمضان تلهّفا كبيرا على المشتريات لترتفع نسبة إستهلاكه إلى أكثر من 40 بالمائة مقارنة بالإستهلاك اليومي، مبرزا أنّ ارتفاع الإستهلاك يقضي على مقدرته الشّرائيّة ويعمّق من نسبة ديونه.
من جهة أخرى، يذكر أنّ وزير التجارة محسن حسن أرجع غلاء الأسعار خلال برنامج إذاعي إلى وجود اختلال بين العرض والطلب في الأيام الأولى من شهر رمضان المعظم مشيرا إلى أن استهلاك التونسي لبعض المواد الاساسية يرتفع بأكثر من 250 بالمائة.
وأكد حسن أن الاسعار ستكون منخفضة مقارنة بشهر رمضان الفارط، مشيرا الى أن الوزارة قامت بتخزين العديد من المواد الأساسية لتحقيق التوازن بين العرض والطلب خلال شهر رمضان.
وعن الحلول، قال سليم سعد اللّه أنّ الحلّ بيد المستهلك التّونسي، فوحده القادر على القضاء على ″تسونامي″ الأسعار وذلك بالمقاطعة الذّاتيّة مثلما يحدث في البلدان المتقدّمة والقضاء على عامل اللّهفة الذي أصبح عادة لدى التّونسي في كلّ المناسبات