تونس- افريكان مانجر
كشف تحذير أمريكا لمواطنيها من مخاطر السفر إلى تونس، تردّي الوضع الأمني ببلادنا. ووفقا لما أكده خبراء أمنيون فإنّه من الوارد تسجيل عمليات إرهابية جديدة في تونس، كما لم يستبعد بعضهم تسجيل هجمات ضدّ وفود أجنبية.
وفي قراءة لتجديد واشنطن تحذيرها رعاياها المتواجدين في تونس، قال اليوم الأربعاء 2 سبتمبر 2015 الخبير الأمني والعسكري علي زمرديني ل “افريكان مانجر” إنّ تحذير الولايات المتحدّة الأمريكية رعاياها من مخاطر السفر إلى تونس لم يأت من فراغ، مُشيرا إلى أنّ واشنطن تُراقب عن كثب ما يجري في المنطقة وبالتالي فإنّ تحذيرها مُجدّدا لمواطنيها بتونس مُؤشر على خطورة الوضع الأمني ببلادنا.
عمليات تفجير …مسألة واردة
وأضاف المصدر ذاته أنّه من الوارد تسجيل عمليات إختطاف أجانب مُقيمين في تونس، كما لم يستبعد إقدام الجماعات الإرهابية على تنفيذ عمليات تفجير في مناطق متفرقة من الجمهورية.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد حذّرت أول أمس رعاياها من مخاطر السفر إلى تونس، وأوصت المقيمن منهم بتونس باتخاذ أعلى درجات اليقظة والحذر وذلك بسبب الهجمات الإرهابية الأخيرة في باردو وسوسة.
وجاء في بلاغ الخارجية الأمريكية أنّ المخاطر ستبقى قائمة إلى موفى شهر سبتمبر الجاري. وأضافت الوزارة أن السلطات التونسية أبدت التزامها بمعالجة المخاوف الأمنية ورفعت بشكل ملحوظ من إجراءات الحماية في الأماكن السياحية، في حين تبقى التحديات موجودة على حد ما جاء في نص البيان.
السلاح في تونس
ويقول الخبير الأمني إنّ توصل أعمال العنف والتوتر الواسع في ليبيا سيلقي بضلاله على الجانب التونسي، مُؤكدا أنّ العناصر الإرهابية تمكنت خلال السنوات الماضية من إدخال كميات كبيرة من السلاح إلى تونس.
وقال علي زمرديني إنّه من الوارد تسجيل هجمات مسحلة أو تفجيرات تستهدف المراكز السيادية على غرار الثكنات العسكرية و المقرات الأمنية و الوزارات، كما رجح فرضية إقدام الجماعات الإرهابية على تنفيذ هجمات ضدّ البعثات الديبلوماسية والنزل….
اعتداءات ضدّ الأجانب
وكانت تونس قد تعهدّت ومنذ الهجوم الإرهابي بنزل “الإمبريال مرحبا” بمرسى القنطاوي بسوسة يوم 26 جوان الماضي والذي أودى بحياة 38 سائحا أجنبيا بتعزيز الحماية الأمنية لكلّ المقيمين بها، غير أنّ هذه التطمينات لم تجد صدى كبيرا حيث بادرت بريطانيا وعلى إثر الهجوم المذكور بدعوة مواطنيها إلى مغادرة التراب التونسي و عدم البقاء إلا للضرورة.
وقد أسفرت الهجمات الإرهابية خلال العام الجاري عن مقتل نحو 60 سائحا أجنبيا، حيث سُجل خلال شهر مارس الماضي هجوما مسلحا استهدف وفدا سياحا بمتحف باردو.
بريطانيا ثمّ أمريكا
ويرى العديد من المراقبين للشأن الداخلي التونسي أنّ تحذير الولايات المتحدة الأمريكية لرعاياها سيكون له تاثير سلبي على الوجهة التونسية، علما وأن بريطانيا كانت قد دعت مواطنيها إلى مغادرة تونس وأوصت بعدم السفر لغير الضرورة، معتبرة أن التدابير الحالية “غير كافية” أمام التهديدات الإرهابية “القوية”.
واعتبرت الخارجية البريطانية أن حصول “هجوم إرهابي جديد مرجح بدرجة عالية”.