تونس- افريكان مانجر
من المنتظر أن يتمّ خلال الفترة القليلة القادمة نشر نتائج دراسة حول مدى جودة المياه المعدنية الموزعة في السوق التونسية، ومدى مطابقة البيانات الموجودة على القوارير لمكونات المياه حسب ما أكده مدير إدارة حفظ صحة الوسط والمحيط بوزارة الصحة محمد الرابحي لـ “افريكان مانجر”.
منع التشهير بالمؤسسات
وأضاف أنّ الدراسة قطعت أشواطا هامة وسيتمّ تقديم النتائج للرأي العام، مُشيرا إلى أنّه لم يتمّ بعد أخذ قرار رسمي للكشف عن “الماركات” باعتبار أن القانون التونسي يمنع التشهير بالمؤسسات.
وردّا على ما راج بخصوص مخالفة وحدات تعليب المياه المعدنية للمواصفات، أكد الرابحي أنّ ما تداولته ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﻭﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎعي حول ﻭﺟﻮﺩ ﺟﺮﺛﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻤﻌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟمعروضة في الأسواق التونسية لا أساس له من الصحة.
وشدّد على ان كل المياه المعلبة الموجودة في الأسواق التونسية سليمة وصالحة للإستهلاك.
في المقابل أوضح المسؤول بوزارة الصحة أنّ التجاوزات المسجلة في إطار مراقبة المياه المعدنية تتمثل في طريقة العرض وظروف التخزين، ذلك أنّ أغلبية التجار والموزعين لا يحترمون شروط حفظ الصحة وغالبا ما يتمّ عرض قوارير المياه على قارعة الطرقات لأشعة الشمس.
السحب مباشرة
وإجمالا، أفاد محمد الرابحي أنّ فرق المراقبة الصحية تقوم بحملات تفقدية ومراقبة مستمرة للمصانع، وعند رصد أي تجاوزات يتم مباشرة سحب المياه من الأسواق وإبلاغ المواطنين بذلك.
وبحسب ما أكده مصدرنا، فقد تمّ منذ مطلع العام الجاري حجز 8 آلاف قارورة مياه معدنية.
وأوضح أنّ غالبية الإشكاليات المتعلقة بوحدات التعليب تتمثل في استعمال مواد تنظيف غير مرخص فيها الى جانب عدم تسييج مصادر المياه وإلقاء الفضلات فيها….
يشار الى ان حادثة غلق وحدة تعليب المياه المعدنية بمعتمدية نفزة من ولاية باجة اثارت التساؤلات حول مدى جودة المياه المتواجدة في الأسواق.
اقبال متزايد على المياه المعدنية
وقد سجل استهلاك المياه المعدنية اقبالا متزايدا، حيث كشفت عدة تقارير و مؤشرات أن معدل استهلاك التونسي للمياه المعدنية فاق بكثير المعدل العالمي.
وقد إحتلّت تونس في المرتبة الثّالثة كأكبر مستهلك للماء المعدني في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكيّة وكندا وفق نتائج دراسة حول استهلاك المياه المعدنيّة في العالم، وبحسب ما أورده الديوان الوطني للمياه المعدنية مؤخرا فإنّ الاستهلاك الجملي للمياه المعدنية في تونس بلغ سنة 2015 ما يعادل مليار و400 مليون لتر.
ارتفاع المبيعات
وقد سجّلت مبيعات المياه المعدنية في تونس خلال سنة 2015 ارتفاعا ب 385 بالمائة، حيث تمّ خلال العام الماضي بيع 1406 مليون لتر من الماء المعدني مقابل 290 مليون لتر خلال سنة 2000.
كما أبرزت المؤشرات الاحصائية أن معدل استهلاك التونسي للمياه المعدنية بلغ 127 لتر سنة 2015 مقابل 29 لتر سنة 2000، وبذلك فإن معدل استهلاك التونسي للمياه المعدنية فاق بكثير المعدل العالمي المقدر ب 40 لترا للفرد الواحد في السنة.
وتجاوز حجم المعاملات في قطاع المياه المعلبة سنة 2015 ما قيمته 450 مليون دينار.