تونس-افريكان مانجر
قال رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني، ان موقف الحركة القاضي بتكليف راشد الغنوشي باجراء مشاورات مع رئيس الجمهورية والأحزاب والمنظمات الوطنية للاتفاق على مشهد حكومي بديل لحكومة الياس الفخفاخ الحالية نابع من قناعتها بأن وضعية رئيس الحكومة الحالية من خلال اتهامه بتضارب المصالح، لا تسمح له بقيادة السلطة التنفيذية ورفع التحديات الاقتصادية والاجتماعية الماثلة.
وبين أن الحركة تبحث عن حلول للأزمة السياسية الراهنة، “وإذا ما اقتضى الأمر المرور الى انتخابات تشريعية مبكرة فان الحركة مستعدة لذلك، وستعمل على توفير الشروط الضرورية عبر تركيز المحكمة الدستورية وتغيير النظام الإنتخابي”.
كما أبرز أهمية الدور الموكول لرئيس الجمهورية قيس سعيّد للخروج من الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد، مذكّرا بأن الغنوشي سبق وأن التقى بسعيّد قبل انعقاد مجلس شورى الحركة ، وكان اللقاء “إيجابيا” وفق تقديره.
وأكد أن حركة النهضة تمد يدها لكل الأطراف وتحملهم مسؤولية الخروج من الأزمة الراهنة، وتحذر من افتعال أزمات في البرلمان قد تزيد في احتقان الأوضاع بالبلاد في ظل ما تشهده من ظروف اقتصادية واجتماعية وصفها ب “الخطيرة”، (في اشارة الى مبادرة عدد من الكتل البرلمانية لسحب الثقة من رئيس البرلمان راشد الغنوشي).
وشدد الهاروني، على أهمية دور المنظمات الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة، معربا عن الأمل الذي يحدو الحركة في التوصل الى توافق واسع بين مختلف مكونات المشهد السياسي، بعيدا عن منطق المغالبة وفرض رأي على حساب آخر، على حد قوله، مبينا أن تغيير الحكومة لن يعطل دواليب الدولة وسير عمل إداراتها ومؤسساتها.
يذكر ان مجلس شورى حركة النهضة، دعا في بيان له اليوم الاثنين 13 جويلية 2020، جميع القوى السياسية للتحلي بالحكمة والمسؤولية والابتعاد عن التجاذبات السياسية والعمل معا على تجاوز هذه الأزمة بأخفّ الأضرار والتفرغ لمعالجة الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية غير المسبوقة.
وعبرت الحركة، عن انشغالها العميق بالأوضاع الخطيرة التي تعيشها البلاد على المستويين الاقتصادي والاجتماعي في ظلّ حالة من عدم الاستقرار الحكومي بسبب ملّف التحقيق في الشبهات التي تتعلق بالسيد رئيس الحكومة.
ويشار الى ان الناطق الرسمي باسم حركة النهضة،عماد الخميري، قال في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء، امس، ان التشكيل الحكومي الجديد من شأنه “إنهاء الازمة السياسية الحالية في البلاد والتي زادتها حدة الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية الناجمة عن جائحة كورنا و مسالة شبهة تضارب المصالح المتعلقة برئيس الحكومة الحالي، إلياس الفخفاخ .
ولاحظ الخميري ان الغنوشي هو المكلف باجراء هذه المشاورات معتبرا ان “البحث عن تشكيل حكومي جديد هو الموقف الجديد للنهضة تجاه تلك التداعيات التي تمر بها البلاد معتبرا ان “الوضع العام في تونس عموما لم يعد يحتمل الابطاء” ،حسب تعبيره.