تونس-افريكان مانجر
مازالت الأوساط التربوية في تونس تطالب بضرورة الإسراع بعملية الإصلاح التربوي في كل مجالاته عبر وضع خطط و برامج واضحة المعالم خاصة تلك المتعلقة بالجانب التعليمي و البيداغوجي.
وقد انطلقت وزارة التربية مؤخرا في عملية مراجعة البرامج التعليمية التي لم تتغير منذ سنة 2002 ، بحسب ما أكده وزير التربية فتحي السلاوتي في تصريح إعلامي الأسبوع الماضي.
وشدد الوزير على ان الوضع التربوي عموما و وضع المدرسة العمومية بات لايرضي أحدا و يتطلب إقرار إصلاح جذري.
وبحسب تصريح سابق لافريكان مانجر، فقد أكدت المديرة العامة للمرحلة الابتدائية بوزارة التربية نادية العياري، ان الوزارة تعمل على إصلاح المنظومة التربوية بشكل يتماشى مع المتغيرات الراهنة التي يعيشها القطاع، وذلك عبر مراجعة عديد المحاور التي تُعد ركيزة أساسية للتغيير و التي أهمها مراجعة البرامج الدراسية و الزمن المدرسي و تغيير محتوى الكتب المدرسية حتى تصبح مواكبة لمدرسة المستقبل، وفق تعبيرها.
محاور الاصلاح
كما تتضمن عملية إصلاح المنظومة التربوية معالجة كل الملفات انطلاقا من البرامج والزمن المدرسي و صولا إلى آليات الانتداب و البنية التحتية للمدارس و المعاهد الإعدادية و الثانوية.
واعتبرت العياري، أن التلاميذ في تونس تنقصهم الأنشطة الثقافية و الرياضية و الفنية لصقل مواهبهم وتنمية قدراتهم، وهو ما يتطلب خلق فضاء زمني يمكنهم من ممارسة الأنشطة بالتزامن مع الدراسة.
ولفتت إلى أن إصلاح القطاع، يستوجب كذلك تغيير محتوى الكتاب المدرسي الذي لم تتم مراجعته منذ حوالي 20 سنة حتى يصبح مواكبا لمتطلبات مدرسة المستقبل، وفق تعبيرها.
وأشارت المتحدثة الى أهمية تهيئة البنية التحتية للمدارس و المعاهد الإعدادية و الثانوية بما يسمح بتوفير الفضاءات و القاعات متعددة الاختصاصات.
وشددت على أن المدرسة العمومية يجب أن تصبح مواكبة للتطورات و التغييرات التي يعيشها المجتمع التونسي باعتبارها فضاء ليس مخصص للتعلم فقط بل كذلك فضاء لبناء علاقات و خوض التجارب.
وحتى تُصبح المدرسة قادرة على مواكبة التغييرات المجتمعية يجب ان تتوفر فيها كل عمليات المرافقة النفسية و الاجتماعية و التربوية.
و في هذا الإطار تعمل الوزارة، على إحداث نوادي مدرسية جديدة، حيث يوجد حاليا 6000 نادي مدرسي في المرحلة الابتدائية مقابل 4590 مدرسة و تنقسم هذه النوادي إلى اثنين نوادي مرتبطة بالتعلمات على غرار الموسيقى و الفنون التشكيلية و غيرها و نوادي أخرى تتعلق بالتنشئة الاجتماعية التي تُعد رافدا من روافد التعلمات.
وينشط في هذه النوادي ما بين 110 الاف و 120 ألف تلميذ أي حوالي 10% من التلاميذ و هو ما يؤكد وجود صعوبات في المدرسة العمومية جزء منها يتعلق بالفضاء المدرسي و التجهيزات و الزمن المدرسي.
الانقطاع المدرسي
وفي معرض حديثها عن الانقطاع المدرسي في صفوف التلاميذ، أكدت المديرة العامة للمرحلة الابتدائية، ان نسبة الانقطاع تراجعت من 1% الى 0.6% ، مشددة على ان المنظومة التربوية في تونس قادرة على احتواء و استيعاب كل الأطفال المنقطعين عن الدراسة و تأهيلهم و إعادة ادمجاهم في منظومة التكوين و التدريب المهني و مدرسة الفرصة الثانية.
وأشارت إلى أن الأطفال الذين لا يتم ادمجاهم و إلحاقهم بمراكز التكوين عددهم لا يتجاوز الـ35 ألف.