تونس- افريكان مانجر
أثار رئيس الجمهورية السابق منصف المرزوقي عند دعوته الشعب المغربي إلى التمسك بالملكية العديد من الإنتقادات، بإعتبار أن المرزوقي يحرص في كلّ التظاهرات والملتقيات المحلية والدولية تقريبا على تقديم نفسه بأنّه من المدافعين الشرسين عن حقوق الإنسان كما أنّ مواقفه السياسية تقوم أساسا على المدافعة عن النظام الجمهوري.
وقد دعا المرزوقي، حسب ما أورده موقع “العربية نت”، الشعب المغربي إلى التشبث بالملكية كونها رمز للوحدة الوطنية، وذلك خلال مؤتمر شبيبة حزب العدالة والتنمية الـ11 الذي إنعقد مُؤخرا في مدينة مراكش المغربية حيث قال: “تمسكوا بملكيتكم وبملككم لسبب بسيط لأن أهم أمر في بلداننا هو الوحدة الوطنية والاستقرار”، مضيفا أن الملكية ترمز للاستقرار، لذلك فلا بد من التمسك بها”.
مواقف تحكمها المصالح
وفي قراءة لموقف الرئيس التونسي السابق، قال المحللّ السياسي جمعة القاسمي ل “افريكان مانجر” إنّ دعوة المرزوقي للتمسك بالنظام الملكي في المغرب دليل على أنّ مواقفه تحكمها مصالحه الخاصة، وقد وصف التصريحات الأخيرة ب “النفاق السياسي، حيث يُدلي في مرّة بتصريح وموقف يتماشى مع طبيعة نظام البلد الذي يتواجد فيه” حسب تعبير القاسمي.
وأكد مُحدّثنا أن تصريح المرزوقي في المغرب بأنّ حلم الربيع العربي انتهى وتحول إلى كابوس في سوريا واليمن…دليل على أنّ مواقف هذا الأخير يطغى عليها “النفاق السياسي” حسب رأيه.
وكان المنصف المرزوقي قد أثْنى على نهج الملك محمد السادس في التعاطي معَ رياح “الربيع العربي” إبّانَ اندلاعها مع مطلع سنة 2011، وقال المرزوقي إن المغربَ هو البلد الوحيد من ضمن بلدان المنطقة الذي التقط اللحظة التاريخية بسرعة عندما تصدّى للحراك الاجتماعي. وأضاف أنّ “تعاطي المغرب بإيجاب مع الربيع العربي تمّ بفضل الذكاء السياسي الذي تعاملَ به الملك محمد السادس مع الوضع، وهو ما لم يترك للبركان فرصة الانفجار” وفق تعبيره.
من النظام الجمهوري إلى النظام الملكي
وقد وصف بعض المراقبين المواقف السياسية للمرزوقي بالمتقلبة، وهو الذي ظلّ لسنوات يؤكد على أنّه من المدافعين عن حقوق الإنسان وعن النظام الجمهوري الديمقراطي والتداول السلمي على السلطة.
وكان الرئيس التونسي السابق قد أكد ضرورة الابتعاد عن الخلافات السياسية لخلق اتحاد مغاربي، مشدداً على وجوب أن يتمتع كل مغاربي بحريات مشتركة، وهي الحق في التنقل داخل الفضاء المغاربي، والحق في الاستقرار في كل مكان من هذا الفضاء، والحق في الملكية أين ما شاءوا، والحق في المشاركة في الانتخابات البلدية في أي من بلدان المغرب العربي.
ونوه المرزوقي بالسياسة المغربية التي توجهت إلى فتح فضاءات كبرى ببعض الدول الإفريقية.
وقد حظي المرزوقي باستقبال من طرف العاهل المغربي، الذي كلف بعضا من حرسه الخاص بمرافقة الرئيس التونسي السابق للمشاركة في فعاليات الملتقى الوطني الـ11 لشبيبة العدالة والتنمية، الذي انعقد بمدينة مراكش.
وقد إنتقد البعض عدم إثارته لموضوع حقوق الإنسان في المملكة المغربية.