تونس- افريكان مانجر
جاء في اعترافات أحد الإرهابيين المقبوض عليهم قبل مدّة طويلة من الهجوم المسلح على نقطتي مراقبة تابعتين للجيش الوطني بجبل الشعانبي و الذي أودى بحياة 15 جنديا، أنّ الإرهابيين نفذوا منذ مدة عملية بيضاء في نفس الموقعين و في نفس التوقيت وفق ما نقلته صحيفة” آخر خبر ” في عدد اليوم الثلاثاء 5 اوت 2014.
محاصرة في انتظار التعليمات
و تقول ذات المصادر إنّ المجموعة الارهابية نجحت في التسلّل خلف المعسكرين مع حلول موعد الإفطار و محاصرتهما بشكل كان يسمح لهم بالقيام بالمجزرة غير أنّهم تراجعوا لغياب التعليمات.
و يُعد الهجوم الارهابي الغادر الذي نُفذ ضد قواتنا الوطنية خلال شهر رمضان الماضي و تحديدا مساء 16 جويلية 2014 واحدا من أشنع الهجمات التي تعرضت لها الوحدات الامنية و العسكرية في تونس، حيث سقط 15 شهيدا عسكريا و 20 جريحا من افراد الجيش الوطني.
و قد تزامن الهجوم المذكور مع الذكرى الأولى لحادثة استشهاد 9 جنود اثر تفجير لغم بجبل الشعانبي حيث لم يقتصر الإرهابيون على تفجير اللغم ، بل قاموا بالتنكيل بجثث الجنود و ذلك في الثامن عشر من شهر رمضان 2013.
و قد تمّ تنفيذ الهجوم الإرهابي الأخير بمنطقة هنشير التلة في عمق جبل الشعانبي باستعمال قذائف الار بي جي وأسلحة ثقيلة .
توقعات عمليات ارهابية جديدة
و تتصاعد في هذه الفترة وتيرة المخاوف من تنفيذ عمليات أخرى، سيما و قد أعلن وزير الداخلية لطفي بن جدو أن قوات الأمن أحبطت، خلال النصف الأول من شهر رمضان، 6 عمليات إرهابية كبرى كان متشددون إسلاميون يعتزمون شنّها ضد منشآت حيوية في البلاد.
و كان بن جدو قد ذكر مؤخرا أنه تم القبض على 30 ارهابيا كانوا ينوون مهاجمة منشآت حيوية بقنابل.
كما تحدث وزير الداخلية عن القبض على مجموع من الارهابيين بسيدي بوزيد كانوا بصدد التحضير لتفجير احدى المؤسسات الامنية بالجهة.
مخططات لاستهداف مقرات أمنية و عسكرية
و في ظلّ التردي الأمني غير المسبوق الذي تعيش على وقعه الجارة ليبيا فان المخاوف من تنفيذ هجمات ارهابية تبقى واردة بحسب العديد من المراقبين و التقارير الاستخباراتية حيث كشفت عن مخططات تستهدف مقرات أمنية و عسكرية.
و للإشارة فإنّ أولى العمليات الإرهابية في تونس بعد الثورة تحديدا وقعت يوم 18 ماي 2011 من منطقة الروحية من ولاية سليانة وبقيت مستمرة بين فترة و أخرى إلى حدود اليوم باستشهاد 14 عسكريا,و قد أسفرت هذه العمليات عن قتل عدد كبير من أعوان الحرس الوطني ومن الأمن بالإضافة إلى عدد من الضحايا و المعتقلين في صفوف الإرهابيين .
كما شهدت السنة الثانية من الثورة حدثا إرهابيا وحيدا أيضا في 10 ديسمبر 2012 استشهد على إثره الضابط بالحرس الوطني أنيس الجلاصي برصاص مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في ولاية القصرين.
و في سنة 2013 سُجل ارتفاع ملحوظ في عدد العمليات الإرهابية كما تم تسجيل اغتيالين سياسيين إلا أن حادثة ذبح الجنود بالشعانبي في شهر رمضان بتاريخ 29 جويلية 2013 تبقى الأكثر بشاعة بنظر التونسيين . وفي المقابل لم تقم سلطات الدولة أو الوحدات الأمنية باتخاذ إجراءات ردعية وطارئة استباقا للرد على مثل هذه الحادثة البشعة مما تسبب في تتالي العمليات الإرهابية لاحقا. و قد بلغ عدد العمليات الإرهابية سنة 2013 نحو 15 عملية .
هذا و يُعد الهجوم الإرهابي الغادر ليوم 16 جويلية 2014 من أشنع و أثقل الخسائر التي لحقت بقوات الجيش الوطني حيث سقط 15 شهيدا.