تونس-افريكان مانجر
في ظلّ التكتم على أرقام قضايا زنا المحارم، فإنّ مراكز الصحة الإنجابية تُؤكد أنّها تستقبل سنويا ما لا يقلّ عن 30 حالة. و يُعزى غياب الأرقام الحقيقية إلى التكتم داخل العائلات تجنبا للفضحية، غير أن بعض الإحصائيات تُؤكد أيضا تعرّض 8 أطفال للإعتداء الجنسي من” محارم ” خلال سنة 2013 وفق ما أودته صحيفة ” الصباح الأسبوعي ” مُؤخرا.
الصمت خوفا من الفضيحة
و حول هذا الموضوع أفاد طارق بالحاج محمد الباحث في علم الاجتماع أنّ البنية الاجتماعية و الثقافية و التقليدية” المحافظة” تفرض على الضحية الصمت خوفا من العقاب أو الإبتزاز أو الفضيحة حفاظا على تماسك الأسرة أو خوفا من ردّة فعل المجتمع.
كما نفى الباحث في علم الاجتماع لذات الصحيفة تفاقم الحالات المسجلة بعد الثورة، غير أنّه أشار إلى أنّ الموضوع أخذ أبعادا جديدة حيث أصبح التعامل معه بأكثر جرأة من أجل التشهير بالظاهرة و إنصاف ضحاياها.
و للتقليص من عدد الحالات المسجلة و معالجتها بطريقة ناجعة، إقترح طارق بالحاج محمد تحويل القضية إلى قضية رأي عام و قضية مجتمع بأسره و المجتمع المدني، مشيرا إلى أنّ ما يُعيق هذه المقاربة هو تشتت مجهودات المتدخلين في هذا المجال نظرا لغياب ثقافة التعاون و التشارك و العمل ضمن فريق واحد. كما تحدث الباحث في علم الاجتماع عن وجود بعض الأطراف و الجمعيات و الهياكل التي تُحاول احتكار الحالات إما لابتزاز السلط الحاكمة أو للحصول على تمويلات لنفسها.
من أكبر الكبائر..عقوبتها الإعدام
دينيّا، قال الشيخ فريد الباجي رئيس جمعية دار الحديث إنّ زنا المحارم يعدّ في الشرع من اكبر الكبائر و عقوبته الإعدام، و شدّد الباجي على أنّ زنا المحارم أشدّ مقتا و سوءا من كلّ الجرائم. خاصة و أنّ كلّ الديانات السماوية جاءت محرمة للزواج بالمحارم و أجمعت على أنّه من الكبائر لقوله تعالي: ” حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم”.
و شدد الباجي على أنّه يتوجب اعتماد التوعية الدينية لدورها في التوّقي من هذه الجرائم إضافة إلى تشديد العقوبات في زنا المحارم بما يمكن من محاصرة هذه الجرائم و محاربتها قبل وقوعها. و اعتبر الباجي أنّ تعاطي المخدرات و تناول الخمر من أبرز أسباب إرتكاب مثل هذه الجرائم الشنيعة .
قصص يهتز لها عرش الرحمان
و من حالات زنا المحارم أنّ أب تحرّش ببناته التوأم إلى سنّ تسع سنوات، و لم تكتشف الأمّ ذلك إلا عندما أخبرتها إحداهن بالأمر، و كُلنّا يتذكر أيضا حادثة الشاب الذي ظهر في أحد برامج الواقع يبحث عن أمه و تبين و بإعتراف منها أنه ثمرة زنى بين خال وابنة شقيقته .
قصص تقشعر لها الأبدان و يهتز لها عرش الرحمان، غير و أنّها للأسف موجودة في مجتمعاتنا. و رغم غياب الإحصائيات الحقيقية التي تعكس حجم الظاهرة في المجتمعات العربية فقد ورد في بحث أجراه معهد دولي بروما شمل 36 دولة منها دول عربية حول شيوع ظاهرة زنا المحارم، اتضح ان نسب هذا النوع من الجرائم مفزعة حيث تم إجراء مقابلات مع إناث تمثل كل منهن أسرة ,وتبين من الإجابات أن 10 بالمائة من الحالات تعرّضن لزنا المحارم وثبت أن أكثر الأنماط شيوعا في هذه الآفة هي “علاقة الأب بابنته” حيث تمثل 75 بالمائة من الحالات .