تونس-افريكان مانجر
تتوجه أنظار الساحة السياسية التونسية في الأيام القليلة القادمة نحو خليفة الأمين العام السابق لحركة النهضة حمادي الجبالي خاصة بعد إعلانه الرسمي و النهائي اليوم لاستقالته من منصب الأمانة العامة من حزب النهضة الإسلامي.
ورجح في هذا السياق عدد من المراقبين إلى “أن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي سيدفع إلى اختيار اقرب شخص له في الحركة و الذي يكن له الولاء التام، لما في هذا المنصب من أهمية داخل الحركة و خارجها .
علي العريض ابرز المرشحين
وتوقع الحقوقي و رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية ,احمد المناعي ,لافريكان مانجر أن يكون علي العريض ابرز المرشحين لخلافة حمادي الجبالي باعتبار انه شخص ” قوي ” داخل الحركة و باعتبار قربه الشديد لرئيس الحركة خاصة و أن أخاه عامر العريض ,القيادي هو الآخر بالحركة , كان اليد اليمنى للغنوشي في المهجر بحسب تعبيره .
و شدد المناعي على أن هنالك اتجاها داخليا داخل الحركة يعمل على أن يكون منصب الأمين العام القادم من نصيب “الجنوب الشرقي ” و على إبعاد “السواحلية ” من المناصب العليا من الحركة، وفق تعبيره.
و أشار رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية في السياق ذاته أن هنالك توجها في حركة النهضة الإسلامية إلى ترشيح ” علي العريض ” للانتخابات التشريعية القادمة و ذلك يتجلى من خلال عمل رئيسها على اجتماعه بعدد من القيادات الدولية و بإرساله إلى عدد من اللقاءات الدولية .
الأمانة العامة من نصيب الحمائم
من جهتها اعتبرت الأستاذة والباحثة الجامعية المتخصصة في الخطاب السياسي سلوى الشرفي في تصريح “لافريكان مانجر “أن منصب الأمانة العامة سيكون من نصيب الأخوين “عامر العريض أو علي العريض ” مرجحة الكفة إلى هذا الأخير باعتبار انه تتوفر فيه كل الشروط لهذا المنصب من “التجربة و الشعبية ” وأيضا باعتباره من “الشق الذي يعرف بالحمائم ” داخل الحركة .
في السياق ذاته أشارت الشرفي إلى أن “الخطاب المعتدل لرئيس الحركة راشد الغنوشي ” سيجعل كل الاحتمالات تذهب الى ان “الأمين العام الجديد سيكون من الشق “المنفتح و المعتدل و الذي يعرف “بالحمائم “و ليس من “الشق المتطرف و “الذي يعرف بالصقور “.
و أضافت الشرفي الى انه بالرغم “من الخطاب المعتدل لعلي العريض ” إلا انه عمليا لا يمكن أن يكون الا من شق “الصقور ” و ذلك بعكس ما يظهره، بحسب تعبيرها .
علي العريض الشخصية القوية و الموالية للغنوشي
و على عكس ما يظهر للجميع فان علي العريض هو من أصحاب القرار داخل حركة النهضة و من الأشخاص المؤثرة فيها حيث أكد “لافريكان مانجر” عدد من القيادات بالحركة ان العريض هو من “المقربين لرئيس الحركة لكنه من ذوي الشخصية القوية و من ذوي أصحاب القرار داخلها” .
وبالرغم من ظهور العريض على امتداد رئاسته الحكومة السابقة في صورة الشخص المسالم و حتى “الضعيف في بعض الأحيان ” فان كواليس الحركة أثبتت أنه غير ذلك حيث انه عرف بان قراراته مسموعة من قبل عدد كبير من قياداتها كما انه يحظى باحترام و بشعبية كبيران بين هذه القيادات .
ويعرف بولائه التام , لرئيس الحركة خاصة و انه لم يعرف أبدا بموقف “مناهض أو متناقض مع قيادة الحركة ويعتبره عدد من المراقبين “بأنه الابن المطيع ” للغنوشي “.
الأمين العام للجديد سيكون رئيس الحكومة القادمة
و تكمن في الأخير أهمية منصب “الأمانة العامة ” بحركة النهضة الى ان “الأعراف داخلها ” تعمل على ان يكون الامين العام للحركة عادة هو مرشحها لرئاسة الحكومة القادمة في حالةفوزها في الانتخابات التشريعية القادمة و هذا احتمال وارد جدا في الساحة السياسية التونسية فهل سيكون مرشح حركة النهضة في الانتخابات القادمة من “الحمائم أو من الصقور ” .
مها قلالة